Partager sur :

الجالية المغربية وظاهرة الإسلاموفيا

 يوم 15 مارس، يحتفل المجتمع الدولي، باليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام أو ما بات يُعرف بـ"الإسلاموفيا"الذي جرى الاحتفال به لأول مرة في مارس من العام الماضي، إذ يعد هذا اليوم فرصة لاستحضار سياق تصاعد موجات الكراهية والخطابات اليمينية المتطرفة التي تستهدف الإسلام والمسلمين، وكذا البحث عن حلول للتصدي لهذه الظاهرة ومحاربة تصوير أتباعه الديانة الإسلامية بغير حقيقتهم.

ويفسر تنامي الخوف من الإسلام بمجموعة من العوامل الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تنعش أسهمها في بورصة الكراهية؛ غير أن مهتمين يرون أن الانخراط الفعال للجاليات المسلمة في المجتمعات المستقبلة وفي العمل السياسي والجمعوي والتسلح بقيم الوسطية والاعتدال، على غرار ما تفعله الجالية المغربية في الخارج، هو السبيل الوحيد لمواجهة “رهاب الإسلام” وتصحيح كل الصور والأفكار النمطية السائدة عن المسلمين ودينهم.

في هذا الإطار، قال عبد الله بوصوف، الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، إن “الإسلاموفوبيا ظاهرة جديدة في أوروبا تعبر عن خوف ورهاب غير مبرر من الإسلام، حيث ‘ن هناك مجموعة من العوامل التي أفرزت هذه الظاهرة؛ أبرزها أمننة الخطاب السياسي الغربي وتنامي الخطابات السياسية والحزبية المتطرفة التي تسعى إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتوظيف هذه الورقة في الحملات الانتخابية”.

وأضاف بوصوف، في تصريح لاحدى الجرائد الالكترونية المغربية، أن “مجموعة من مثقفي اليمين المتطرف في أوروبا ساهموا بدورهم في انتشار هذا الرهاب من الإسلام وكان وقودا لانتشاره من خلال تخويف المجتمعات الأوروبية من المكون الإسلامي، على غرار السياسي اليميني المتطرف الفرنسي إيريك زمور”، مشددا في الوقت ذاته على أن “غياب مشروع مجتمعي لدى بعض النخب والأحزاب يضطرهم إلى استعمال الإسلام والمسلمين؛ غير أن انتشار هذه الظاهرة لا يعني بأي شكل من الأشكال أن يقوم المسلمون بأعمال عدائية في البلدان التي يقيمون بها، ولكن هناك ثقافة معينة تسعى إلى رسم هذه الصورة وترسيخها”.

وتفاعلا مع سؤال حول تأثير انتشار هذه الظاهرة على وضع الجالية المغربية بالخارج، أوضح المتحدث ذاته أن “المغاربة بما يحملونه من ثقافة وتدين وسطي معتدل ومتسامح، من المفروض أصلا أن لا يكونوا عرضة لهذه الظاهرة؛ ولكن للأسف هذه الظاهرة تنتشر أكثر فأكثر خاصة بعد حرب غزة، إذ نبهت مجموعة من التقارير والمنظمات الدولية إلى خطورة انتشار كراهية الإسلام وقدمت مجموعة من الحلول لوقفها”.

وعن هذه الحلول، قال الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج إنها “تمر عبر الانخراط الإيجابي في المجتمع وفي العمل السياسي والجمعوي والتعاون بين الطاقات الحية الفاعلة داخل المجتمع من أجل بناء مجتمع موحد ومجتمع للتعايش والتسامح”، مضيفا: “المطلوب من المسلمين أيضا المساهمة بإنتاجات علمية وثقافية لشرح مضامين الإسلام وتقديمه وشرحة للغرب بلغاته حتى يعرف الرأي العام الأوروبي والدولي حقيقة الإسلام ويصحح الصور النمطية الجاهزة التي تم تكوينها حول هذا الدين وحول أتباعه، إضافة إلى دورهم رصد هذه الظاهرة وتوثيق الأحداث المرتبطة بها وتقديم شكايات والدعاوى لدى المحاكم بشأنها”.

وحول الدور الذي تلعبه الجالية المغربية في الخارج في محاربة “الإسلاموفوبيا” ومدى فاعلية جهودها في هذا الصدد، شدد بوصوف على أن “الجالية المغربية بدول المهجر منخرطة بقوة على هذا المستوى، والدليل على ذلك هو أن مجموعة من الأسماء تحملت مسؤوليات كبيرة في عدد من الدول سواء في فرنسا أو بلجيكا أو غيرها من الدول ويوجد اليوم مجموعة من البرلمانية في المؤسسات التشريعية لمجموعة من الدول، المحلية منها والمركزية”.

وبيّن أن “المطلوب هو الرفع من مستوى هذا الانخراط، خاصة من لدن الشباب ذوي الأصول المغربية لتحقيق انخراط فعال وإيجابي في الأحزاب السياسية وجمعيات المجتمع المدني حتى يكونوا فاعلين داخل المجتمع ومساهمين فيه وليس العيش على هامشه”، مؤكدا أن “القيم التي يحملها المغاربة صالحة لأن تكون دواء ضد الإسلاموفوبيا”.

 

Arabe
Partager sur :