Partager sur :

الأسدس الأول بين تحقيق الغايات ومسك النقط


هشام التواتي

ثلاثة أشهر ونصف على نهاية الموسم الدراسي الفارط 2019/2020, كان المغرب، مثله مثل سائر البلدان، على موعد مع حدث قلب كل الموازين والمعادلات رأسا على عقب. جائحة كورونا التي اخترقت المكان والزمان وتسللت في غفلة من الجميع لتشل كل القطاعات وعلى رأسها قطاع التربية والتعليم. 


اتخذ المغرب قراره بسرعة وأغلق المدارس والجامعات وفرض حالة الطوارئ وأعلن عن التعليم عن بعد كآلية استراتيجية لتدبير الزمن الدراسي واستكمال المقررات التعليمية. واستطاعت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي تدبير المرحلة بفضل الإنخراط القوي للجميع وتم تنظيم الإمتحانات الإشهادية دون تسجيل أي انفلات أو مشاكل لتمر العاصفة رغم ماتركته من آثار سيتم الإنكباب عليها مستقبلا.


 أربعة أيام قبل انتهاء شهر غشت قامت الوزارة الوصية بإصدار المذكرة الشهيرة 039/20 التي تتضمن جميع الإجراءات والتدابير الواجب اتباعها والتقيد بشروطها من أجل تنظيم أفضل للدخول المدرسي 2020/2021 في ظل استمرار تفشي جائحة كوفيد 19.


لكن، يتبادر إلى الذهن تساؤل منطقي، كيف يمكن تدبير سنة استثنائية في ظل استمرار سريان مفعول البرنامج المدرسي السنوي الإعتيادي؟


ألم يكن من الأولى والأجدر إدخال تعديلات على مستوى البرنامج المدرسي عبر التقليص منه في ظل اعتماد التعليم بالتناوب؟ 


وهل التعلم الذاتي الذي يحتاج تنزيله إلى تأطير بيداغوجي وتربوي واجتماعي و....يعتبر حلا واقعيا ومنصفا خصوصا بالنسبة لتلامذة الأقسام الإشهادية؟


ثم كيف يمكن أن نحمل هيئة المراقبة والتأطير وزر تنزيله في ظل الإكراهات الحقيقية التي تعيشها هاته الهيئة من كثرة المؤسسات المسندة والتي قد تتمدد لتشمل تأطير مؤسسات مديريتين إقليميتين؟


كل هاته الإكراهات وغيرها تلقي بظلالها على المنظومة وتدفع بالأستاذ إلى أن يصبح عداء سريعا يتسابق مع الزمن لتنزيل العديد من المحطات التربوية من إعداد للدروس وإنجاز للبرنامج الدراسي
ومواكبة التلاميذ وإنجاز الفروض ومسك للنقط من أجل تمكين المتعلمات والمتعلمين من حقهم في الحصول على نتائجهم وفق البرامج المسطرة.


ففي هاته الأثناء ونحن على بعد أيام من انتهاء الأسدس الأول من هذا الموسم الدراسي الإستثنائي، فهاجس الطاقم الإداري والتربوي الوحيد هو عملية تتميم جميع المحطات المقررة وعلى رأسها عملية مسك النقط وهذا يدفعنا إلى التساؤل: هل تم تحقيق كل الغايات والقيم المنشودة خلال جميع المحطات السابقة التي شهدها هذا الأسدس الإستثنائي؟

Partager sur :