Partager sur :

حسن شاكر: "أرانب " سباقي انتخابي ضدا على انشغالات مغاربة العالم الحقيقية..!

قواعد اللعبة الديمقراطية تقتضي منا قبول فكرة اجتماع المؤسسات المغربية مع كل ممثلي المجتمع المدني بالمهجر و كذا ممثلي النقابات المهنية و ممثلي كل الفئات المهنية والتقنية الأخرى لمغاربة العالم. ..

لكن ما سمعناه من اجتماع بعض الفئات من مغاربة العالم و التي تلونت بأحزاب مغربية...وعقدت اجتماعات مع بعض المؤسسات المغربية وبعض الأحزاب السياسية المغربية في يناير 2021، هو " بدعة " ديمقراطية ولا تمت لها بصلة، شكلا ومضمونا...

فمن حيث الشكل، فالمعروف أن تلك الكائنات الجمعوية لا تمارس العمل السياسي الحقيقي بالخارج...لأنه لايمكنها قانونا فعل ذلك..أضف أنها لا تتوفر على مقرات رسمية ... ولا تعقد اجتماعات رسمية ... ولا يمكنها ممارسة المهام الحزبية بالخارج ، أي تأطير المواطنين المغاربة بالمهجر ...لاأنها في بلد آخر له سيادة ولا يسمح قانون بلده بذلك ومن يقول العكس..نسأله عن عنوان أحد الأحزاب الفرنسية أو الايطالية أو البلجيكية بالمغرب..؟

كما أنه من المعروف أن تلك الكائنات تتستر وراء جمعيات مدنية وليست أحزاب سياسية... بل إن بعضهم يتوفر على جمعية على الورق فقط، بدون منخرطين و بدون عقد جموع عامة وبدون برامج سنوية...!

بعض الأسماء نعرفها جيدا تُسابق زمن انتخابات 2021 و تُمَني النفس بالفوز بمقعد ضمن" كوطة خاصة " وليس الشباب... لأن سنهم لا يسمح لهم بذلك..أي فوق الأربعين سنة، وستكون "همزة " 2021 هي آخر فرصة لهم...لكن أين عنصر الديمقراطية في عملية التواصل التي تقوم بها تلك "التسييقية " عفوا التنسيقية السياسية مع المؤسسات بالرباط...؟

لا يختلف إثنان في حقيقة بعض تلك الكائنات التي تعرفها الجالية جيدا...وأنها بدون أي سند شعبي أو إمتداد جماهيري.. وهو ما يعني أن تلك الجلسات لا تعني انهم يمثلون مغاربة العالم..ولا يُعبرون عن مطالب وانشغالات الجالية...بل إنهم يقومون فقط بعمل " ماركوتينغ " سياسي وتلميع صورهم أمام مسؤولي مؤسسات الرباط...على أمل التعيين في إحدى مؤسسات الحكامة أو الاستفادة من كوطة الشباب أو المرأة للبعض منهم..

أما من حيث الموضوع، فإننا نسجل غياب بعض عناصر تلك المجموعة عن النقاش العمومي حول المشاركة السياسية للجالية كمطلب دستوري منذ سنوات عديدة.. وهو ما يعني أنه يغيب عنها أن أغلب الجالية قد حسمت أمرها و ان المشاركة السياسية ليست المطلب الأساسي لغياب عناصر " النضج "،كما جاءت في خطاب الملك...

وتسابق عناصرالتنسيقية مع الزمن للحديث مع مؤسسات الرباط هو دليل آخر على عدم النضج السياسي أولا ...إذ كيف سمح لهم عقلهم بالهرولة الى الرباط في وقت ازمة كورونا وتداعياتها على كل مستويات حياة مغاربة العالم.. كما ان عدم " النضج " ظهر ايضا في عدم ترتيب تلك المجموعة للأولويات الحقيقية والضرورية للجالية...وليس التهافت والهرولة في سباق مع زمن ترتيبات انتخابات 2021..!

كيف يعقل أن تترافع تلك الفروع الحزبية الافتراضية بالخارج مع مسؤولي الرباط حول مطلب دستوري بعيدا عن أحزابها بالمغرب...؟ وهل إفساح تلك الأحزاب المجال لفروعها الافتراضية بالخارج هو تنصل و تملص من دورها الحقيقي...؟ إذ المنطقي هو ان تترافع الأحزاب السياسية المغربية لتنزيل مواد دستورية خاصة بالمشاركة السياسية للجالية ، وليس فروعها الافتراضية التي لا تتوفر ... لا على مقرات و لا على برامج ولا على منخرطين أو " مناضلين "..؟ وهل هو مكر تلك الأحزاب بتركها فروعها تدبير مسألة المشاركة السياسية..حتى تتنصل من النتائج السلبية ..؟

نعرف أن أحدهم لا يملك ذرة خجل و هو يدعي تمثيل الحزب بالخارج وتمثيل الجالية بالداخل..وهو لا يمثل لا هذا ولا ذاك...

المضحك في الأمر أن المشهد كان سيكون مقبولا على عِلاته... لو اجتمعت مثلا تنسيقية فروع الائتلاف الحكومي في جهة، وفروع المعارضة في جهة.. لكن يبدو أن بريق الريع لا يُقاوم ، ولا يهم أمامه منظرهم المخجل و المضحك..وهم يدعون تمثيل مغاربة العالم أو تمثيل حزب غير موجود في الواقع ، بل فقط على الورق...فهل نحن أمام ممثلين من ورق..؟

اجتمع الخصمان في صف واحد وسافروا إلى الرباط في جو احتياطات البروتوكول الطبي ضد كورونا...ومن أجل عيون مكاسب ريعية وليست مهام ديمقراطية..لذلك نرجوكم عدم الحديث بإسمنا في اجتماعاتكم مع المسؤولين ، أو في بياناتكم المستهلكة و الرتيبة أو حتى في تصريحاتكم لدى منابركم..لأنكم لا تمثلوننا بكل بساطة...

نذكركم فقط ، أن الدفاع عن مطالب الجالية بالمشاركة السياسية هو من صميم عمل الأحزاب بالمغرب وليس فروعها.. إذ كان على تلك الفروع الافتراضية الضغط فقط على مراكزها بالمغرب، من اجل تفعيل تلك المطالب الدستورية...لان الأحزاب لها ممثلين بالحكومة والبرلمان وفي مجالس الحكامة والإعلام و النقابات المهنية...والواضح أن الفروع الافتراضية الأحزاب بالمهجر تلعب فقط دور "أرنب" السباق الانتخابي لسنة 2021..و للحديث بقية...

Arabe
Partager sur :