إن دعوات الملك محمد السادس نصره الله الرسمية المتثالية و العلنية الى الجارة الجزائر و بسط يده الشريفة اليها لطي صفحة الماضي و خلافاته و بداية مشوار عهد جديد من الإيخاء و التعاون لينم على صفاء سريرة ملكنا الهمام و نقاء معدنه حفظه الله إذ لا يحمل حقدا و لا ضغينة لأحد رغم ما قيل في حق جلالته و شعبه الوفي من أمور لا يليق تداولها بين إخوة و أشقاء في الدين و التاريخ و أواصر القرابة المشتركة بين الشعبين المغربي و الجزائري . وقد أصاب من قال : لايحمل الحقد من تعلو به الرتب و لا يبلغ العلا من طبعه الغضب .
إن حرص الملك محمد السادس نصره الله على هذا المبتغى و إلحاحه و تشبته به ليدل على تواضع جلالته المنقطع النظير و لين جانبه حفظه الله .
و المنظار الذي ينظر من خلاله صاحب الجلالة الى الجزائر هو منظار أخوة و جوار . لهذا فرغم ما حيك و يحاك ضدنا من العداوات و النعرات فنحن المغاربة دائما على قلب رجل واحد ملكنا المنصور بالله محمد السادس مستعدون لطي الخلاف كطي السجل للكتاب .
فلتشهد يا تاريخ أن حكام قصر المرادية يفوتون على الشعب الجزائري الشقيق فرص صلة الرحم مع أهاليهم و أحبتهم بالمغرب و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل تعنتا تكبرا و عجرفة ما انزل الله بها من سلطان .
لكن ملكنا و بصفته أميرا للمؤمنين عالما باحكام الشرع و الدين يعود و يخفض جناحه الشريف للم شمل المسلمين و إصلاح ذات البين سمحا كريما عفوا مع المقدرة لا متنازلا مستسلما .
و حكام الجزائر اليوم - أقول حكام لانه و الحمد لله هذا هو الفرق بيننا و بينهم تحسبهم جميعا و قلوبهم شتى لا يجتمع لهم رأي و لا يستقيم على كلمة رجل واحد - أمام محك تاريخي حقيقي و هم يفوتون مثل هذه الفرص الذهبية على الشعب الجزائري و يلقون على عاتقهم إثم و وزر التفرقة بين الاخوة المغاربة و الجزائريين و التاريخ لا يرحم في هذا الباب.
و تبقى المبادرة الملكية السامية الداعية آلى جمع الشمل و توحيد الصف و فتح الحدود و العهد على الامان و حسن الجوار و التغافل و الصفح عما مضى من شيم النفس الشريفة العفيفة لمولانا أمير المؤمنين جريا على سيرة جده المصطقى الامين الذي رأى من الأدى و السوء و العداوة و التنكيل من بني جلدته من الجاحدين بالدين ما لم يره أحد من العالمين لكنه كان دائما رضوان الله عليه صابرا محتسبا سمحا كريما يبادر للصفح بقلب كبير قبل أن يبادر به الغير .
مرة أخرى و للتاريخ يا حكام الجزائر يد ملك و شعب ممدودة إليكم . أفليس منكم مرة أخرى رجل رشيد ؟ ينادي فيكم و يهتف : لبوا يا جماعة الخير
Langue
Arabe