جنيف، سويسرا.
في لحظة وطنية سامية بالمعاني والدلالات، اجتمعت أسرة العدالة بمدينة العيون، حاضرة الأقاليم الجنوبية للمملكة، لتخلّد بإشراف من المجلس الأعلى للسلطة القضائية الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، تحت شعار: «دور القضاء في تجسيد الوحدة الوطنية».
جاء هذا اللقاء الوطني ليعكس عمق الارتباط بين المؤسسة القضائية وثوابت الأمة المغربية، وليؤكد أن العدالة كانت وما تزال ركيزة من ركائز الدولة الحديثة ومرآة لقيمها ومبادئها. فقد التأمت نخبة من القضاة ورؤساء الجمعيات المهنية وممثلي أسرة العدالة من مختلف جهات المملكة في عرس مؤسساتي رفيع، جمع بين البعد الوطني والعمق المهني، وأبرز أن القضاء المغربي هو ضمير الدولة، وحارس سيادتها، وأحد رموز تماسكها ووحدتها.
وفي هذا السياق، أعرب السيد عبد العالي المصباحي، رئيس رابطة قضاة المغرب، عن فخره بالمشاركة في هذا الحدث الوطني الكبير، مؤكداً أن تخليد المسيرة الخضراء من مدينة العيون إنما هو تأكيد جديد على تجذّر الوحدة الوطنية في ضمير العدالة المغربية، وتجسيد حيّ للثقة الملكية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لأسرة القضاء. كما أبرز أن القضاة المغاربة، بما يتحلون به من كفاءة واستقلالية، يشكّلون صمام أمان لحماية الحقوق وتكريس سيادة القانون في مختلف ربوع الوطن، بما فيها أقاليمه الجنوبية الزاخرة بالعطاء.
لقد شكلت هذه الندوة القضائية مناسبةً لاستحضار المسار التاريخي المشرق الذي جمع بين العرش والشعب في ملحمة المسيرة الخضراء، وللتأكيد على استمرار ذلك التلاحم في عهد التجديد والإصلاح. ومن خلال مداخلات فكرية وعلمية رصينة، تم إبراز الدور الحيوي للقضاء في ترسيخ الأمن القانوني وصون الحريات وتحقيق العدالة المجالية، بما يجعل العدالة المغربية إحدى الركائز الأساسية في مسار التنمية الوطنية الشاملة.
وفي ختام هذا العرس الوطني، التُقطت صورة تذكارية بقصر المؤتمرات بمدينة العيون جمعت رؤساء الجمعيات المهنية القضائية، في مشهدٍ بليغ الدلالة على وحدة العدالة المغربية وتلاحم مكوناتها تحت القيادة الملكية الحكيمة. وقد عبّر المشاركون عن اعتزازهم بما تحقق من نهضة مؤسساتية رائدة في الأقاليم الجنوبية، مؤكدين أن مدينة العيون أصبحت تجسد اليوم حضور الدولة ومتانة مؤسساتها القضائية في أبهى صورها.
كما جددت أسرة العدالة، في ختام هذه المناسبة الوطنية المجيدة، التزامها الثابت بخدمة الوطن وصون وحدته الترابية، واستمرارها في نهج الإصلاح والتحديث، وفاءً للعهد الذي يجمع بين العرش والشعب، وإسهامًا في بناء مغرب العدالة والكرامة والإنصاف، تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده