بوابة تحول مهني جديد
يدخل المغرب مرحلة تتشكل فيها ملامح تحول مهني واسع، يتقاطع فيها طموح الأجيال الصاعدة مع دينامية اقتصادية تتقدم بثبات. ومع الاقتراب التدريجي من أفق 2030، تتزايد مؤشرات التفاؤل بشأن تطور الكفاءات وقدرتها على مواجهة متطلبات سوق عمل يتجه نحو مزيد من التعقيد.
هذا التفاؤل ليس انطباعا طارئا ، بل ثمرة مسار إصلاحي أعاد بناء منظومات التكوين والتشغيل، ورسخ ثقافة مهنية جديدة قوامها التجديد والمبادرة. وهكذا يتشكل تحول صامت يمنح المغرب فرصة لإعادة رسم موقعه داخل مشهد عالمي يتسابق نحو المهارات المتقدمة.
حضور مهني يرتقي بثبات
يتقدم المغرب مقارنة بالعديد من الاقتصادات التي تعاني ضغطا متزايدا في تزويد أسواقها بالمهارات. ففي وقت تتراجع فيه قدرات بعض الدول، ترتفع ثقة الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب في مستقبل الموارد البشرية.
ويستند هذا التقدم إلى ثلاث ركائز أساسية:
1. اتساع قاعدة الكفاءات المؤهلة.
2. تحسن رؤية المؤسسات لمستقبلها البشري.
3. استقرار بيئة العمل وقدرتها على دعم سياسات تراكمية طويلة النفس.
وتمنح هذه العناصر درجة يقين مرتفعة بأن المشهد المهني يسير في اتجاه صاعد.

منظور عالمي يعمق التميز
تكشف المقارنات الدولية أن المغرب يتحرك في مسار مختلف عن عدد من الاقتصادات التي تواجه صعوبات في تجديد مهاراتها. ففي الوقت الذي تتراجع فيه طاقات بشرية في أسواق أخرى، تعزز الكفاءات المغربية حضورها، مدعومة بقاعدة شبابية واسعة واستثمارات تتجه نحو التكوين المستمر.
هذا التميز لا يعني تفوقًا مطلقًا، لكنه يعكس قدرة واضحة على مواكبة التحولات العالمية في التكنولوجيا والصناعة والخدمات. ويظل مستوى اليقين متوسطًا لارتكازه على اتجاهات عامة، لكنه يشير إلى وضع مهني صاعد يستحق المتابعة.