FR AR
شارك على :

معهد دولي يرصد استنفار هشاشة الوضع الأمني للجيش الجزائري

خلُصت ورقة بحثية منشورة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى إلى أن القيادة الجديدة في الجزائر ستواجه حالة اقتصادية صعبة وتهديدات مستمرة من شبكات إرهابية في ليبيا ومالي فضلا عن السخط الاجتماعي المتنامي بين الشباب الجزائري العاطل عن العمل، بغض النظر عمن سيتولى الرئاسة في هذا البلد المغاربي.

وقالت الورقة البحثية، المنشورة تحت عنوان "أزمة محتملة تلوح في الأفق مع دخول الجزائر مرحلة الانتخابات"، إن التحدي الاقتصادي يكمن في "الانحدار الحاد لعائدات النفط والغاز والتباطؤ في القطاع الصناعي؛ الأمر الذي أدى إلى إرغام الجزائر على تنفيذ تدابير التقشف في الوقت الذي زادت فيه الضرائب".

وأضافت الورقة، التي كتبها المحلل الجزائري عبد الإله بنداودي، أن هاتين السياستين "أثَّرتا سلباً على المواطنين ذوي الدخل المتوسط؛ ذلك أن 12 في المائة من الشباب المتعلمين ما زالوا عاطلين عن العمل، وأن معدل التضخم الذي بلغ في العام الماضي نسبة 5.5 في المائة دفع البنك الدولي إلى التحذير من أن عشرة في المائة من السكان قد يعودوا إلى حالة الفقر".

وتوقعت الورقة أن "ﺗَﺴﺘﻤﺮ التفاوتات الإقليمية، مع احتمال إطالة الدورة السنوية للاحتجاجات التي تحدث منذ عام 2011 ﺣﻮل أﻣﻮر عدة، مثل إمكانية الحصول على السكن ومعارضة التكسير الهيدروليكي ومرتبات الموظفين المدنيين"، مشددة على أن "السخط الاجتماعي المتصاعد الناجم عن تجميد الإنفاق الحكومي وتدفقات رأس المال المحدودة وارتفاع مستويات البطالة بين الشباب ستحتل مركز الصدارة في الانتخابات المقبلة".

أما التحدي الأمني، بحسب العضو السابق في "حزب التجديد" الجزائري، فيتجلى في الفراغ الأمني بالبلدان المجاورة، لا سيّما في ليبيا ومالي، ما تسبَّب في نشوء تهديدات بالغة، بحيث "برزت بعض المنظمات المتطرفة المرتبطة بتنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية في منطقة الساحل على طول الجناح الجنوبي للجزائر".

وأكدت الورقة البحثية، التي ترصد الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي يواجهها النظام الجزائري، أن "أكثر الأخطار إلحاحاً هي تطور التشدد الإسلامي وتهريب الأسلحة والاتجار بالبشر. وفي الوقت نفسه، أصبحت كل من ليبيا ومالي ملاذاً آمناً للإرهابيين وجماعات الجريمة المنظمة، ما يسهّل الراديكالية والتطرف في المنطقة. كما تشكل كل هذه المشاكل عبئاً ثقيلاً على الجيش الجزائري، الذي يُنظر إليه عموماً على أنه من أكثر القوات تنظيماً وقدرة في المنطقة".

ودقّ الباحث الجزائري المتخصص في قضايا الإرهاب ناقوس الخطر حول الوضع الأمني الهش، "المقرون بانعدام الاستقرار السياسي وضعف الحكم والتهديدات العابرة للحدود الوطنية الجديدة"، داعيا الجيش الجزائري إلى التكيف معه بصورة مستمرة.

"وفي حين من المرجح أن تستمر الجماعات المتشددة في استغلال الفراغ الأمني الإقليمي، فإن الحاجة إلى تطبيق مقاربة أمنية جديدة تجاه المنطقة يجب أن تبقى من أولويات صانعي السياسة في الجزائر. كما يجب أن تكون هذه التحديات في قلب المناقشات والقرارات في الانتخابات المقبلة، بغض النظر عن كيفية معالجة الرئيس القادم لمشكلة الأمن القومي هذه"، تؤكد المقالة.

Partager sur :