FR AR
شارك على :

أحمد ينعوري : مشجع مغربي يرافق الأسود منذ نصف قرن. حاوره مصطفى البكراوي البزيوي

في إطار اهتمام جريدة ماكلور بمواكبة أفراد الجالية المغربية بالخارج وتسليط الضوء على قصصهم وتجاربهم الملهمة، نفتح اليوم نافذة على مسيرة أحد أبرز المشجعين المغاربة المقيمين في الولايات المتحدة الأمريكية، والذي لا يتردد في السفر وراء المنتخب الوطني المغربي في كل المحافل الدولية. إنه السيد أحمد ينعوري المغربي–الأمريكي المقيم في دالاس بولاية تكساس، والذي يحمل في قلبه شغفاً متجدداً بالوطن وبكرة القدم، جعل منه أيقونة في مدرجات الأسود. في هذا الحوار، يحدثنا السيد ينعوري عن بداياته، مواقفه، ذكرياته، وما يمثله المنتخب الوطني بالنسبة له ولأبناء الجالية المغربية حول العالم.

ماكلور: بدايةً، من هو السيد أحمد يانوري بعيداً عن المدرجات وتشجيع المنتخب؟
السيد أحمد : مغربي أمريكي أعيش في دالاس، تكساس منذ 43 سنة. أعمل كرجل أعمال وناشط في المجتمع المدني، ‏أترأس جمعية التحالف المغربي–الأمريكي American Moroccan alliance، وهي جمعية تُعنى بتشجيع وتوطيد العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة، كما تعمل على تعريف الأمريكيين بالمغرب، وبما يزخر به من تاريخ عريق وحضارة أصيلة، وكل ما هو جميل في بلدنا الحبيب. أنا من عشاق الرياضة عامة وكرة القدم خاصة. أتابع بشغف المنتخب الوطني المغربي، كما أشجع فريق نهضة بركان، وأدعم أي فريق مغربي يمثل بلادنا في المنافسات الدولية.
 

ماكلور: متى بدأت علاقتك بحب كرة القدم وبالمنتخب الوطني المغربي تحديداً؟
السيد أحمد : بدأت علاقتي بكرة القدم في سن مبكرة جداً، حين كنت في الخامسة من عمري. كما بدأ ارتباطي بالمنتخب الوطني مدة قليلة بعد تلك الفترة، لكن اللحظة الأبرز كانت عندما كنت في العاشرة، أثناء مشاركة المغرب في كأس العالم 1970 في المكسيك، وهي أول مشاركة للمغرب في تاريخه.
 

ماكلور: ما الدافع الأول الذي يجعلك تتحمل عناء السفر والتكاليف لمرافقة المنتخب في حلّه وترحاله؟
السيد أحمد : بطبيعتي أنا إنسان وطني جداً، وأدعم كل ما له علاقة بالمغرب. ومع عشقي لكرة القدم، أصبح من الطبيعي أن أسافر إلى أي مكان في العالم لتشجيع المنتخب الوطني أو فريق نهضة بركان وكذلك بعض الفرق المغربية الأخرى. كرة القدم اليوم هي الشغف الأول في العالم، وأداة قوية لربط الشعوب والثقافات. أنا أحب السفر والتعرف على أشخاص من جنسيات وخلفيات مختلفة، وكرة القدم منحتني هذه الفرصة. كما أنها أصبحت منصة للتعريف ببلدنا الحبيب، وقد رأينا ذلك بوضوح سنة 2022 عندما بلغ المغرب نصف نهائي كأس العالم في قطر، وهو إنجاز أعطى صورة إيجابية غير مسبوقة عن بلادنا. كل هذه الأمور تجعل التضحيات المادية والإرهاق الناتج عن السفر أموراً بسيطة مقابل الفخر والمتعة التي أشعر بها.
 

ماكلور: ما هي أبرز لحظة عشتها وأنت تشجع المنتخب المغربي داخل أو خارج الوطن؟
السيد أحمد : ‏كانت في قطر ‏عندما قضيت شهراً كاملاً في ‏الدوحة خلال كأس العالم 2022، حيث أبهر المغرب العالم بوصوله إلى نصف النهائي. كدنا نحقق معجزة أكبر بالوصول إلى النهائي، لكنه لم يكن مقدراً في ذلك العام. ومع ذلك، أثبت هؤلاء الأسود الشباب للعالم أن كلمة “مستحيل” ليست موجودة في قاموس المغاربة، وأننا سنكون منافسين أقوياء للوصول إلى النهائي في 2026 أو 2030 أو 2034، ولِم لا الفوز بالكأس.
 

ماكلور: هل تذكر أول مباراة سافرت من أجلها لتشجيع المنتخب؟ كيف كانت التجربة؟
السيد أحمد: أول مباراة حضرتها للمنتخب كانت في المغرب سنة 1979، عندما سافرت إلى الدار البيضاء لمشاهدة لقاء المغرب ضد الجزائر في تصفيات أولمبياد موسكو 1980. للأسف خسر المغرب بخمسة أهداف لهدف، وما زالت تفاصيل تلك المباراة حاضرة في ذاكرتي. أما أول مباراة دولية تابعتها خارج المغرب فكانت في مونتيري بالمكسيك سنة 1986، عندما واجه المغرب ألمانيا في دور الـ16. كانت تجربة صعبة جداً، إذ خسرنا في الدقائق الأخيرة، كما واجهت صعوبات كثيرة في الوصول إلى ‏مدينة مونتيري حيث جرى اللقاء. بعدها حضرت كأس العالم 1994 في أمريكا، 1998 في فرنسا، 2018 في روسيا، و2022 في قطر. ومن أبرز اللحظات بالنسبة لي مونديال 1998، حين حُرم المغرب ظلماً من التأهل إلى الدور الثاني رغم فوزه على إسكتلندا 3–0، وبطبيعة الحال مونديال قطر 2022 حيث صنعنا التاريخ.
 

ماكلور: هل سبق أن واجهت مواقف صعبة أو طريفة خلال تنقلاتك وراء الأسود؟
السيد أحمد : أصعب لحظتين في مسيرتي كمشجع كانتا: أولاً، خيبة الأمل الكبيرة في 1998 عندما فزنا على إسكتلندا ولم نتأهل بسبب التلاعب في مباراة البرازيل ضد النرويج، وثانياً، الصعوبات التي واجهتها للوصول إلى مباراة ألمانيا والمغرب في المكسيك سنة 1986. وهناك أيضاً موقف صعب لكنه تحول إلى ذكرى جميلة، عندما سافرت إلى طنجة في رمضان 2023 لمشاهدة مباراة ودية بين المغرب والبرازيل. عند دخولي الملعب سُرقت محفظتي التي كانت تحتوي على بطاقتي الشخصية، رخصة السياقة، البطاقات البنكية، النقود، والأهم التذكرة. كان الأمر كارثياً، لكن في النهاية حصلت على تذكرة أخرى، وشاهدت المغرب يفوز 2–1 على البرازيل. إلى جانب هذه المواقف، عشت لحظات رائعة لا تُحصى في كل كأس عالم حضرتها.
 

ماكلور: ماذا يمثل لك المنتخب الوطني وأنت تعيش في ديار المهجر؟
السيد أحمد : المنتخب الوطني يمثل صورة مصغرة عن المغرب: لاعبين، مدربين، ‏طاقم طبي، مسؤولين، من مختلف مناطق البلاد ومن الخارج أيضاً. كثير من اللاعبين من أبناء الجالية المغربية بالخارج، وهذا يجعلنا نحن المغاربة المقيمين في المهجر فخورين جداً، لأنه يثبت أن مساهماتنا ليست في كرة القدم فقط بل في جميع مجالات تقدم الوطن.
 

ماكلور: هل ترى أن تشجيعك الدائم هو نوع من تجديد الصلة بالوطن؟
السيد أحمد : دعمي ‏للفريق الوطني ولفريق مدينتي نهضة بركان يبقيني مرتبطاً بشكل عميق بالمغرب وبمدينة بركان، سواء لعب الفريق داخل المغرب أو خارجه. وأعتقد أن الأمر نفسه ينطبق على كثير من المغاربة الذين يجدون في كرة القدم وسيلة للحفاظ على الصلة بالوطن وبأصولهم.
 

ماكلور: كيف ينظر إليك أصدقاؤك الأجانب أو أفراد الجالية المغربية الأخرى حين يرون هذا الالتزام الكبير؟
السيد أحمد : معظم من حولي يرون في شغفي شيئاً إيجابياً ويحترمونه، خاصة عندما يرون السعادة التي يمنحني إياها. فالإحساس داخل الملعب وسط آلاف المشجعين لا يمكن وصفه بالكلمات.

ماكلور: ما هي البطولة أو المحطة القادمة التي تحلم أن تعيشها رفقة الأسود؟
السيد أحمد  : أتطلع بحماس إلى كأس أمم إفريقيا التي ستستضيفها المغرب من 21 ديسمبر 2025 إلى 18 يناير 2026. وإن شاء الله ستكون هذه السنة هي سنة المغرب لنرفع الكأس بعد سنوات طويلة من الانتظار.
 

ماكلور: لو أتيح لك لقاء مع لاعبي المنتخب، ما الرسالة التي تود أن تنقلها لهم باسم الجالية المغربية بالخارج؟
السيد أحمد : قبل كل شيء، أود أن أشكر لاعبي المنتخب الوطني ومدربيه وجميع طاقمه على ما قدموه للبلاد، وعلى الفرحة التي جلبوها للشعب المغربي، ولإفريقيا، وللعالم العربي والإسلامي، ولملايين المحبين في كل مكان. نحن فخورون جداً بهم، خاصة وأن كثيراً منهم من أبناء الجالية المغربية بالخارج، وهو شرف عظيم لنا جميعاً.

ماكلور: هل تفكر يوماً في تنظيم مبادرة تجمع بين أفراد الجالية لتشجيع المنتخب بشكل منظم أكثر؟
السيد أحمد ينعوري: سبق أن نظمنا مبادرات لدعم المنتخب على نطاق صغير، لكن الآن هناك أفكار لتوسيع ذلك بشكل أكبر، خصوصاً خلال كأس العالم 2026 في الولايات المتحدة، وربما أيضاً في المكسيك وكندا.

Partager sur :