FR AR
شارك على :

الضمير قبل السياسة: نداء من مغربي غيور في المهجر

في خضمّ الحراك الاجتماعي الذي تعرفه عدة مدن مغربية، خرجت فئات واسعة من الشباب إلى الشوارع رافعةً شعارات تطالب بـ تعليم جيد، وصحة، وكرامة، في تعبير صادق عن حالة من الاحتقان الاجتماعي وفقدان الثقة في المؤسسات. هذه الاحتجاجات تعكس، في جوهرها، أزمة ثقة متراكمة بين المواطن والدولة، وبين الشباب والمشهد السياسي الحزبي الذي لم يستطع مجاراة تطلعات الجيل الجديد.

وفي هذا السياق، توصلت جريدة ماكلور برأي من مواطن غيور من مغاربة العالم المقيم بفرنسا، عبّر فيه عن موقفه من الوضع الحالي قائلاً:

"لقد آن الأوان لإقالة هذه الحكومة وحلّ الأحزاب السياسية التي أثبتت، للأسف، محدودية رؤيتها وفشلها في تدبير الشأن العام، كما أبانت عن تغليب المصلحة الفردية على المصلحة الوطنية. فالمشهد الحزبي يعيش حالة من الجمود، والقرارات الحكومية لا تواكب مطالب المواطنين، خصوصًا الشباب الذين خرجوا اليوم للمطالبة بحقوق أساسية هي من أبسط مقومات الحياة الكريمة."

ويضيف المتتبع قائلاً:

"المغرب في حاجة إلى نموذج جديد للحكامة، يقوم على الكفاءة والمساءلة، لا على الولاءات السياسية. نحتاج إلى حكومة تكنوقراطية وطنية تعتمد على كفاءات مغربية مخلصة، تُدير البلاد بعقلية خدمة الوطن لا خدمة الحزب."

ويؤكد المواطن الغيور أنه يدرك تمامًا أن الديمقراطية لا يمكن أن تُبنى على الكفاءة وحدها، فالكفاءة ليست بديلًا عن الشرعية الانتخابية، بل يمكن أن تكون مرحلة ضرورية نمرّ بها إلى حين نضوج الوعي الجماعي بالممارسة الديمقراطية الحقيقية، حين يصبح المواطن قادرًا على التمييز بين من يخدم الوطن ومن يخدم نفسه، وحين يُمنح الصوت الانتخابي قيمته الأخلاقية والوطنية الكاملة.

ويختم المواطن الغيور من الجالية المغربية بفرنسا رأيه بالقول:

"الضمير الوطني لا يأتي صدفة، بل يُبنى على التربية والمبادئ، وعلى وجود نخب صالحة مصلحة تجعل من الأخلاق والمصلحة العامة أساس كل عمل. فبالمبادئ تُبنى الأمم، وبالضمير تُصان كرامة الشعوب."

Partager sur :