بقلم : ذ محمد اصريدي
نظّم عدد من مكونات المجتمع المدني النسوي بمدينة ستراسبورغ، يوم الأحد الماضي، أمسية وطنية احتفالاً بذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، وذلك بإشراف السيدة زهر سميحة، وبحضور ما يقارب 140 سيدة من أبناء الجالية المغربية.
وافتُتحت الأمسية على إيقاعات الأغنية الوطنية “العيون عينيا والساقية الحمراء ليا”، قبل أن تنطلق سلسلة من الفقرات الفنية والتراثية التي أضاءت جوانب من غنى الموروث الثقافي المغربي. وقد شكّل عرض القفطان المغربي إحدى أبرز فقرات الأمسية، باعتباره رمزًا للأصالة المغربية وما يحمله من تاريخ ضارب في عمق الحضارة المغربية.
كما تم تقديم نماذج من طقوس العرس المغربي، من بينها فن الحناء بما يحمله من زخارف تراثية تعكس جمالية الروح المغربية وحضورها العريق. ولم يغب فن النكافة عن الأمسية، حيث قُدم على نحو يُبرز تنوعه وفرادته، باعتباره فناً يجول بالحاضرين بين ربوع المملكة من شمالها إلى جنوبها ومن شرقها إلى غربها، من خلال الأقمشة واللباس التقليدي والمجوهرات التي تعبّر عن ثراء الهوية الثقافية المغربية.
وتخللت الأنشطة فواصل موسيقية من الأغاني الوطنية والأهازيج المحلية التي أضفت على الأمسية أجواء احتفالية نابضة بروح الانتماء.
وعلى مستوى فن المطبخ المغربي الأصيل، تم تقديم وجبة “الرفيسة” كعشاء جماعي للحاضرات، في استحضار تام لابتكار المطبخ المغربي وأصالته وسماته التقليدية التي أبدعتها الأمهات عبر الأجيال، تمامًا كما هو الحال مع الكسكس والبسطيلة وغيرها من الأطباق المغربية الشهيرة.
واختُتمت الأمسية على أنغام الأغنية الوطنية “صوت الحسن ينادي”، في استعادة قوية لروح المسيرة الخضراء ومعانيها، مُجسّدةً وحدة المغاربة من طنجة إلى الكويرة.
وقد لاقت هذه الأمسية تفاعلاً كبيرًا من الحاضرات، لما حملته من لحظات فنية وتراثية ووطنية أعادت لهن دفء الانتماء وعمق الذاكرة المغربية.