FR AR
شارك على :

محمدي أخباش: أثر يكتب نفسه قبل أن يكتبه الناس بقلم منير لكماني ألمانيا

 18.11.25 ألمانيا
ظل يشبه صاحبه ونور يشبه مسيرته

يمضي اسمه كما يمضي الضوء الهادئ في نهاية الممر؛ لا يصرخ ليرى، ولا يختبئ ليفتش عنه. يحمل في خطواته تلك الحكمة التي لا تدرس، بل تكتسب من الاحتكاك الخشن بالحياة. بداياته لم تكن طريقًا مطروقًا، بل كانت صخورًا تنتظر من يخط فوقها أول أثر.
وبين الأرض التي حملت طفولته، والأرض التي حملت أحلامه، انفتح داخله باب ثالث: باب لا يقود إلى مكان، بل يقود إلى ذاته. هناك، في تلك المسافة المعلقة بين حنين لا يهدأ وطموح لا يتعب، تخلق فيه معدن لا يصدأ: قوة تكسر الحواجز، ورقة تلملم الشروخ، وصلابة تشبه جذع شجرة تعرف أنها مهما انحنت ستنهض.

التواصل… من لغة للتعبير إلى لغة للتأثير

تعامل مع الاتصال كما يتعامل المزارع مع بذوره الأولى؛ بحذر المحب، وجرأة من يعرف أن الكلمة إن زرعت جيدًا، نبتت أثرًا. أدرك أن كل فكرة، مهما كانت صغيرة، تحتاج إلى يد تصقلها ويد تحملها ويد تضعها في مكانها الصحيح.
ومن هذا الإدراك، بدأ يبني جسورًا لا تراها العين، لكنها تراها القلوب: جسورًا بين الناس وأصواتهم، بين الفكرة وظلالها، بين الإنسان والإنسان.
ومع أوائل مشاريعه الرقمية، بدا وكأنه يزرع حدائق في أرض كانت جرداء؛ مشاريع تنبض قبل أن تتكلم، وتفهم قبل أن تفهم. ما صنعه لم يكن أدوات، بل عالمًا صغيرًا تعاد فيه هندسة العلاقة بين التكنولوجيا وروح البشر.

رؤية تتسع… ومشاريع تنبض بروح صاحبها

لم يكن بناء مساره المهني مجرد انتقال من فكرة إلى أخرى، بل كان أشبه بكاتب يخط رواية من فصول متشابكة، كل فصل يفتح بابًا للذي يليه. أراد أن تتنفس مشاريعه كما يتنفس الكائن الحي: جذور تمتد بلا خوف، أغصان تلامس الريح،

 وثمر يفيض كلما لامسه الضوء.
ولذلك، توسعت أعماله لا كاتساع الشركات، بل كاتساع الرؤية: ببطء الواثق، وبثبات من يعرف أن البناء الذي لا روح فيه ينهار، وأن المشروع الذي لا إنسان في قلبه أشبه بجسد بلا نبض.

تقنية تعرف أين تضع قدمها

حين شرع في تطوير منصات للتكوين المستمر في القطاع الدوائي، لم يكن يبني فضاء معلومات، بل يبني فضاء حياة. أراد مكانًا لا تعرض فيه المعرفة عرضًا جافًا، بل مكانًا يوقظ في المتعلم دهشته الأولى؛ دهشة من يكتشف أن العلم ليس سطرًا يحفظ، بل نافذة تفتح.
وجد الآلاف في تلك المنصات ما يشبه الطريق المضاء في ليل طويل. كانت أشبه ببوصلة في يد تائه، أو خريطة في يد مسافر لا يريد أن يخدع بنافذة بلا أفق.
كانت التقنية هنا تمشي على أطراف أصابعها: لا تتغول على الإنسان، ولا تتراجع أمامه؛ بل تسير معه جنبًا إلى جنب كما يسير الصديق مع صديقه.

قيم تصنع رجلًا لا يتكرر

في داخله ثلاثة مصابيح لا تنطفئ: شكر يضيء الطريق كلما أظلمت، تواضع يخفف عنه غبار المقامات، وانضباط يشد ملامح الأيام حين تتراخى.
هذه القيم لم تكن مجرد مبادئ تقال، بل كانت جزءًا من لغته اليومية. تسربت من قلبه إلى من حوله، من مشاريعه إلى مجتمعه، حتى بدا وكأنه يوقظ في الناس شيئًا كانوا يظنونه قد مات: الإيمان بأن الأثر الأخلاقي قادر على أن يسبق الأثر المهني، وأن الاثنين إذا اجتمعا ولدا إنسانًا جديرًا بأن يتبع.

بروكسيل… مدينة تعرف من يستحق الوقوف في الضوء

عندما صعد إلى منصة التتويج في بروكسل، لم يكن المشهد مجرد لحظة تكريم، بل كان اعترافًا مكتوبًا بلغة المدن: بعض الرجال لا يحتاجون إلى التعريف بأنفسهم، لأن أعمالهم تقوم بذلك عنهم.
جائزة Morocco Now لم تكن تصفيقًا لإنجازات اقتصادية فحسب، بل كانت إشادة برحلة الإنسان قبل أن تكون إشادة بمسار العمل. رحلة استطاعت أن تجعل من المسافة بين وطنين جسرًا، لا فجوة.

آخر السطر… حيث يظهر جوهر الحكاية

محمدي أخباش لا يزدحم صوته بين الأصوات، بل يرتفع أثره بينها. لا يطلب من النجاح أن يشير إليه، بل يكفي أن يمضي في طريقه، وسيأتي النجاح إليه طائعًا كما يأتي الضوء إلى من يعرف كيف يستقبله. يشبه السهم الذي عرف صانعه كيف يوازن بين الخفة والدقة، فصار لا يخطئ هدفًا.
قصته ليست قصة رجل صعد من الأسفل، بل قصة رجل بدأ من الداخل؛ من تلك البقعة الصادقة التي يعرف فيها الإنسان ما يريد، ويعرف قبل ذلك من يكون.

ويبقى الأثر واضحًا:
العظيم ليس من يصل إلى القمة، بل من يصل وفي قلبه مساحة للضوء.

En savoir plus

محمدي أخباش

بعد أن أنهى تكوينه في مجال التسويق الإعلاني، واصل محمدي أخباش مساره الأكاديمي عبر نظام الدراسة المزدوجة في علوم الاتصال، جامعًا بين المعرفة النظرية والخبرة العملية. وهو اليوم رائد أعمال ومستثمر، تشكل تجربته المتعددة أحد أكثر المسارات تنوعًا وفاعلية في المشهد المهني الحديث.

تأسيسات واستثمارات
    •    2007: أسس منصة iverein.de، وهي شبكة اجتماعية موجّهة لخدمة الجمعيات والهيئات المدنية.
    •    2009: أطلق وكالة Beziehungsweise، المتخصصة في التسويق الحواري واستراتيجيات التواصل القائمة على فهم الفئات المستهدفة.
    •    2010: أنشأ Deutsche Seniorenwerbung (DSW)، المؤسسة الرائدة في مخاطبة الشريحة العمرية 50+ وتطوير حلول اتصال دقيقة لها.
    •    2010: شارك في تأسيس خدمة التوصيل الرقمية Lieferheld (التي أصبحت جزءًا من Delivery Hero) في برلين.
    •    2011: مستثمر و”ملاك أعمال” في شركة rent-a-guide GmbH، المتخصصة في ربط المسافرين بمرشدين سياحيين حول العالم.
    •    2014: مستثمر في منصة bookatiger.com، المعنية بربط المستخدمين بمقدمي خدمات التنظيف.
    •    2017: مستثمر و”ملاك أعمال” في شركة Rasia Ltd. في مدينة هو تشي منه (فيتنام)، والمتخصصة في الوساطة العالمية لمطوري البرمجيات.
    •    2018: أسس شركة AMIRA Media GmbH.

تُعد عالم AMIRA® اليوم أكبر منصة مغلقة موجهة لمساعدي الصيدلة (PTA)، وموظفي الصيدليات (PKA)، والصيادلة تحت التدريب (PhiP)، والصيادلة عمومًا. وتمزج المنصة على نحو دقيق بين قنوات الاتصال الرقمية ونظيراتها التقليدية.
وتضم  المنصة 41,000 مستخدمًا موثقًا من نحو 12,900 صيدلية في ألمانيا ، مما يجعلها مجتمعًا مهنيًا قويًا وقاعدة توصية موثوقة لمنتجات الصيدليات.

يشغل محمدي أخباش دور سفير في مؤسسة القراءة (Stiftung Lesen)، ومن خلال عضويته في عدة مجالس استشارية ولجان لدعم الشركات الناشئة، يستفيد العديد من رواد الأعمال الشباب من خبرته وشبكته الواسعة.

Partager sur :