
نظم المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس ندوة في موضوع "مغاربة العالم.. مؤسسات الدولة والأحزاب السياسة".
وقدّم المصطفى المريزق، رئيس حركة "قادمون وقادرون" –مغرب المستقبل، في مداخلته، عرضا تناول فيه محطات من تاريخ الهجرة المغربية بأوروبا وتقاطعها مع السياسات المتعاقبة لدى الاتحاد الأوروبي، سواء تلك المرتبطة بالاقتصاد والقانون والثقافة، أو تلك التي تخص برامج الاندماج والحقوق الاجتماعية والتجنيس والزواج والمختلط والحق في المشاركة السياسية والارتباط بالبلد الأم.
كما تناول في حديثه مؤسسات الدولة المغربية بكل دوائرها والأحزاب السياسة بكافة توجهاتها، مبرزا "النواقص التي أخلت بالالتزامات والتعهدات، وما نص عليه دستور المملكة في حق مغاربة العالم، في الوقت الذي تتضاعف فيه مشاكل المهاجرين هنا وهناك"، داعيا إلى المصالحة مع مغاربة العالم من أجل نصرة قضاياهم وضمان حقوقهم، بعيدا عن كل استغلال.
من جهته، تساءل يحيى الشيخ، مدير المركز العالمي للدراسات العربية والبحوث التاريخية والفلسفية بباريس، في بداية مداخلته، عن الأسباب السياسية والاقتصادية والإنسانية الكامنة وراء الاهتمام المتزايد بمغاربة العالم منذ الثمانينيات، مشيدا بمؤسسات الدولة ودورها في رعاية وحماية حقوق كل المغاربة عبر العالم، مستعرضا في الآن ذاته جملة من البرامج الثقافية كتلك التي قام بها مجلس الجالية تزامنا مع الدورة الأخيرة للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
كما استعرض المتحدث مجموعة من انتظارات وطموحات مغاربة العالم فيما يتعلق بقضايا التعليم والشغل والأمن والثقافة وتدبير الشأن الديني، في إطار المعاهدات والمواثيق الدولية التي تربط المغرب بدول المهجر، داعيا إلى إيلاء الأهمية للجانب الثقافي لما له من دور فعال في محاربة العنصرية والتطرف الديني والسياسي ونبذ الكراهية.
من جانبها، قدمت الشاعرة رشيدة الأنصاري عرضا حول واقع النساء المغربيات بإيطاليا، منتقدة غياب الاهتمام بقضاياهن المتعددة، موردة ما للهجرة الإيطالية من خصوصيات "تتطلب عناية خاصة من طرف السياسات العمومية المغربية والمؤسسات ذات الصلة بالهجرة والمهاجرين".
يذكر أن الندوة عرفت حضور مجموعة من الفاعلين الجمعويين والمثقفين والإعلاميين والسياسيين والفنانين من المغرب والجزائر وتونس مصر، والذين تقدموا في ختام الندوة بمجموعة من المداخلات والأسئلة والاقتراحات التي صبت في صلب القضايا التي تهم مغاربة العالم.