
يبدو أن عدد من مسؤولينا الكرام لم يستوعبوا بعد مضامين وتوصيات الخطب الملكية الداعية إلى ايلاء اهتمام خاص بأفراد الجاليه المغربيه المقيمة بمختلف دول العالم، سواء ببلدان إقامتها أو عند حلولها بموطنها الأم.
مناسبة هذا الحديث، المعاناة الحقيقية وساعات الجحيم التي عاشها أفراد الجالية خلال اليومين الاخيرين، بالطريق المؤدية الى ميناء طنجة المتوسط، عند عودتهم الى البلدان المقيمين بها.
جوع وعطش ومعاناة كبيرة، أدت الى سخط عدد من المهاجرين الذين قضوا ساعات طويلة تحت أشعة الشمس الحارقة، وظلمة الليل، دون مأكل أو مشرب أو مرافق صحية، أو كلمة تطيب الخاطر من المسؤولين بالطريق المؤدية للميناء وعلى رأسهم الوزير الوصي بالقطاع، وأفراد مؤسسة محمد الخامس للتضامن والمكلفين بهذه الفئة.
ومن خلال معاينة الوضع هناك حالات مهاجرين مغاربة منهم نساء حوامل وأطفال رضع، وأمهات وآباء شيوخ، ظلوا لساعات تحت أشعة الشمس ووسط ازدحام السيارات، دون أن يلقوا الدعم والرعاية المطلوبة، ما تسبب في إصابة عدد منهم بالحمى وارتفاع ضغط الدم والسكر، وغيرها.
وأمام هذا الوضع السيء، الذي سيعطي دون شك صورة سلبية وسيبصم ذكرى سوداء بذاكرة أفراد الجالية عن موطنهم، قبل مغادرته، وبدل أن يتحرك مسؤولينا الكرام على مضض لإيجاد حلول مستعجلة وواقعية لوقف معاناة المهاجرين عند بوابة المغادرة، اكتفى الوزير الوصي بتحريك أصابعه وكتابة تدوينة فيسبوكية، نصح من خلالها المهاجرين بالعودة أدراجهم وتأخير موعد سفرهم بأيام.
الوزير بوليف، دعا افراد الجالية بالعودة الى بيوتهم وعائلاتهم بمختلف المدن المغربية، وقضاء أيام أخرى، بهدف تأخير سفرهم، غير مبال بأن عددا منهم ملتزم بتواريخ معينة للالتحاق بوظائفهم وللالتحاق أبنائهم بأقسامهم بالدول المقيمين بها.
الوزير محمد نجيب بوليف، وبدل التنقل الى عين المكان على عجل، ولمس معاناة أفراد الجالية عن قرب والاستماع لمطالبهم وتطييب خواطرهم، فضل الاعتكاف بمكتبه المكيف ودون عبر لوحته الالكترونية بعض النصائح للمهاجرين، الذين لم يجدون ماء وخبزا لساعات طويلة.
تدوينة بوليف الذي حل قبل أيام بالميناء حينما كان يشهد حركية خفيفة والتقط صورا لتوثيق حضوره، أثارت استياء وسخط عدد من النشطاء، وضمنهم البرلمانية البامية، ابتسام عزاوي، التي أجابت الوزير بتدوينة قوية.
وفي هذا الصدد، قالت عزاوي:”لا السي بوليف !
من مغاربة العالم من اضطر للإنتظار عشر ساعات وأكثر! صراحة موضوع العبور موضوع ممل وممل جدا ! هو موعد سنوي معروف يتكرر كل سنة في نفس الوقت لا حدث استثنائي غير منتظر وصعب أو يستحيل توقع حدوثه حتى نقع في ارتجالية واضطراب إلخ ! ”
الموضوع يتكرر كل سنة، تقول البرلمانية البامية، وكل سنة تتفاقم معاناة المواطنات والمواطنين المقيمين بالخارج ! كل سنة يتم طرح هذا الموضوع في البرلمان ويجيب الوزير بأننا “قمنا … وانجزنا … وحسّنا من … ومن …. ” لكن ما يعيشه المواطنون يظهر بشكل جلي عكس هذا تماما!، مضيفة بالقول:” أتسائل ما الحل وما العمل؟ لا ربما المشكل في المواطنات والمواطنين أنفسهم ما دام مسؤولونا يقومون بكل هذه الإنجازات التي تعجز أعيننا المجردة عن رؤيتها! المفروض أن نقيس بالأرقام سنة عن سنة مستوى التقدم وفق Une approche d’amélioration continue …
الحمد لله اننا لم ننل تنظيم المونديال ! تخيلوا معي نقاط العبور بقدوم أفواج إضافية من المشجعين الأوروبيين!” حسب تعبيرها
تدوينة عزاوي تنضاف الى تدوينات عدد من النشطاء، الذين طالبوا الوزير بتحمل مسؤوليته والقيام بمهامهم الوزارية، بدل الجلوس وراء مكتبه والتجول في مواقع التواصل الاجتماعي، أو التنحي من منصبه قبل إعفاءه على غرار سابقيه. فهل يطبق مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة في حقه?