FR AR
شارك على :

السينما من وراء الأسوار... ومهرجان يحتفي بالجمال والإبداع في تيزنيت

في مبادرة إنسانية وثقافية رائدة، نظمت جمعية تيزنيت للثقافة السينمائية، بشراكة مع إدارة السجن المحلي بتيزنيت مساء يوم الجمعة 24 اكتوبر 2025، عرضا خاصا للفيلم المغربي «نجمة» لمخرجه عبد الله المقدم، وبطلته الممثلة نهال حي ، وذلك لفائدة نزلاء المؤسسة السجنية، في خطوة تروم تعزيز أدوار الفن في إعادة الإدماج، وربط السينما بمبادئ الإصلاح والتأهيل داخل الفضاءات المغلقة.

تأتي هذه المبادرة ضمن برنامج ثقافي متكامل تسعى الجمعية من خلاله إلى جعل الفن السابع أداة للتعبير والحوار، ووسيلة لترسيخ قيم المواطنة والانفتاح داخل المؤسسات السجنية. فالفن، كما يؤكد المنظمون، قادر على منح النزلاء فسحة للتفكير والأمل، بعيدا عن رتابة اليومي وضيق الجدران.
وقد أثار الفيلم، الذي يعالج قضايا إنسانية واجتماعية بعمق بصري وسردي متميز، نقاشا حيويا بين النزلاء، أبانوا خلاله عن حس نقدي عال ورغبة صادقة في الفهم والمساءلة. وارتبطت مداخلاتهم بتجاربهم الشخصية وأسئلتهم الوجودية، في لحظة إنسانية مؤثرة عكست قدرة الصورة على لمس الوجدان وإيقاظ التفكير.

وفي هذا السياق، أكدت مديرة المهرجان الدولي للسينما للجميع أن مثل هذه المبادرات «تجسد إيمانا راسخا بأن السينما هي أداة تربوية وثقافية قادرة على المساهمة في بناء الإنسان وإعادة ربطه بالمجتمع من خلال قيم الفن والجمال والمعنى».
وقد عبر عدد من النزلاء في ختام اللقاء عن امتنانهم لهذه التجربة، التي وصفوها بـ«النافذة المفتوحة على العالم»، مؤكدين أن الفن يمكن أن يكون طريقا نحو الحرية الداخلية حتى من خلف الأسوار.

وفي سياق ثقافي متصل، احتضنت دار الثقافة خير الدين بتيزنيت، حفل افتتاح الدورة الحادية عشرة من المهرجان الدولي للسينما للجميع، وسط أجواء احتفالية جمعت بين الفخامة والعمق الثقافي.
استهل الحفل بعزف النشيد الوطني، قبل تقديم أعضاء لجنة التحكيم التي تضم الممثلة أمينة أشاوي، والمخرجة والسيناريست العمانية دليلة الرعية، والمدير الفني محمد لهنين. وشهدت الفقرة الافتتاحية لحظة مؤثرة تم خلالها تلاوة الفاتحة ترحما على روح الفنان الراحل عبد القادر مطاع، تقديرا لمسيرته الفنية الغنية بالعطاء والإبداع.
وفي كلمتها الافتتاحية، رحبت مديرة المهرجان بضيوف الدورة والمشاركين، مؤكدة أن التظاهرة أصبحت موعدا سنويا لترسيخ ثقافة الصورة ودعم الإبداع السينمائي المحلي والدولي، وفضاء مفتوحا للنقاش حول قضايا الفن والمجتمع.

عرف الحفل الافتتاحي تكريم الكاتب والسيناريست يوسف كرمي، تقديرا لمسيرته الإبداعية وإسهاماته المتميزة في المشهد السينمائي المغربي. كما تم بالمناسبة عرض فيلم الافتتاح «أوراق جافة» للمخرجة العمانية دليلة الرعية، الذي شكل الانطلاقة الرسمية لعروض المهرجان، فاتحا الباب أمام برمجة غنية ومتنوعة من الإنتاجات السينمائية الوطنية والدولية.
من خلال دوراته المتتالية، يواصل المهرجان الدولي للسينما للجميع تأكيد مكانته كملتقى فني وإنساني يجمع بين الرؤية الجمالية والانفتاح الثقافي، ويجعل من مدينة تيزنيت فضاء يحتفي بالصورة باعتبارها لغة للتعبير والتواصل والتنوير.
إنها تجربة تؤكد أن السينما، بما تحمله من رمزية ومعنى، قادرة على تجاوز الحدود والأسوار، لتلامس في النهاية الإنسان أينما كان.

Région
Souss - Massa
Partager sur :