يستعد إقليم سيدي إفني للاحتفال بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، من خلال سلسلة من الفعاليات والأنشطة المتنوعة التي تليق بهذه الذكرى المجيدة، والتي تنظمها عمالة الإقليم بشراكة مع مختلف المؤسسات والهيئات المحلية. وتشمل هذه الفعاليات الجوانب الثقافية والفنية والرياضية والتنموية، في إطار تخليد ملحمة وطنية خالدة شكلت منعطفا حاسما في مسار استكمال الوحدة الترابية للمملكة المغربية.
إنطلقت الاحتفالات بحملات للنظافة والتزيين في مختلف مراكز جماعات الإقليم، في مبادرة تعكس روح الانتماء والمواطنة وتعبر عن مشاركة الساكنة في تخليد هذه المناسبة الوطنية الغالية. كما شهد مراكز التربية والتكوين ومراكز الأشخاص في وضعية إعاقة ومؤسسات الرعاية الاجتماعية تنظيم ندوات وعروض تحسيسية تهدف إلى ترسيخ قيم الوحدة الوطنية، وتعميق الوعي الجماعي بأهمية المسيرة الخضراء في تاريخ المغرب الحديث.
سيكون للفن والثقافة حضور بارز في هذه الاحتفالات، حيث سيحتضن الفضاء العام بمدينة سيدي إفني رسوما للجداريات الفنية التي تجسد ملحمة المسيرة الخضراء، إلى جانب معرض فني في ساحة الحسن الثاني يعرض لوحات وصورا تروي تفاصيل وأحداث هذه المسيرة التاريخية.
كما ستتحول ساحة الباراندية إلى فضاء مفتوح لعروض فنون الشارع، التي ستتضمن التماثيل الحية، والدمى العملاقة، وعروض السيرك والألعاب البهلوانية، ولوحات كاريكاتيرية، ووصلات موسيقية، وذلك يومي 4 و5 نونبر 2025.
وبالإضافة إلى ذلك، سيتم عرض فيلم وثائقي حول المسيرة الخضراء المظفرة من إنتاج المركز السينمائي المغربي بقاعة المسيرة الخضراء.
في بادرة تعكس روح التضامن والمساواة، تنظم المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بشراكة مع المنظمة الأمريكية “2” أنشطة رياضية وترفيهية مخصصة للأطفال في وضعية إعاقة، تهدف إلى دعم إدماجهم الاجتماعي وتعزيز قدراتهم الحركية والنفسية.
كما ستعرف ساحة المطار بمدينة سيدي إفني انطلاق فعاليات الفروسية التقليدية (التبوريدة) التي ستستمر حتى يوم الخميس 06 نونبر الجاري، في أجواء احتفالية تجمع بين الأصالة والتراث المغربي الأصيل.
وفي إطار الاحتفاء بالبعد التاريخي والفكري للمسيرة، سيتم تنظيم ندوة علمية بشراكة بين المندوبية الإقليمية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، والمجلس العلمي المحلي، والمعهد المتخصص للتكنولوجيا التطبيقية، تحت عنوان:
"ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة: خمسون سنة من التنمية والازدهار في الصحراء المغربية".
كما ستقام أمسيات فنية بعدد من الجماعات ، من بينها مركز جماعة الأخصاص ، وسيدي افني ، تتخللها عروض فنية وموسيقية ولوحات تراثية تعبر عن روح الوطنية والوفاء للعرش العلوي المجيد.
وفي تفاعل رمزي يجمع بين الماضي والحاضر، سيتم إعطاء انطلاقة أشغال بناء الطريق الرابطة بين مركز جماعة إمي انفاست ودوار الدفيلية عبر عدد من الدواوير على طول 20 كلم، في إطار مواصلة الدينامية التنموية بالإقليم.
كما ستعرف المناسبة زيارات ميدانية لورش بناء وتجهيز المركز الاستشفائي الإقليمي لسيدي إفني، وورش تأهيل الميناء، الذي يعرف أشغال تهيئة الأرصفة العائمة وتعزيز الأراضي المسطحة.
وفي لحظة اعتراف ووفاء، سيتم تكريم ثلة من المشاركين والمشاركات في المسيرة الخضراء المظفرة، تقديرا لتضحياتهم ومشاركتهم في هذا الحدث التاريخي الذي غير مجرى تاريخ الوطن.
كما ستؤدى مراسم تحية العلم الوطني بمقر عمالة الإقليم، وسيستمع إلى الخطاب الملكي السامي الذي سيوجهه جلالة الملك محمد السادس نصره الله إلى الأمة بهذه المناسبة، في التاريخ والتوقيت اللذين سيعلنان لاحقا.
وفي بعد دولي للحدث، سيعطى الانطلاقة لرالي "ذا موروكو كلاسيك – الطريق إلى العيون" (THE MOROCCO CLASSIC – ROAD TO LAAYOUNE) المنظم من طرف النادي الدولي للسيارات العتيقة، احتفاء بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء، على أن تمر إحدى مراحله بين مدينتي سيدي إفني وكلميم.
بهذه الأنشطة المتنوعة والمتكاملة، يبرهن إقليم سيدي إفني على التزامه المتجدد بروح المسيرة الخضراء، ويجسد استمرارية هذه الملحمة الوطنية في بناء مغرب الوحدة والتنمية والازدهار.
فالذكرى الخمسون ليست فقط استحضارا لماض مجيد، بل هي أيضا تأكيد على تجدد العهد والوعد بمواصلة المسيرة نحو مغرب متقدم ومتماسك يؤمن بقدرات أبنائه ويصون وحدة ترابه وسيادته الوطنية.