في أجواء مميزة تعكس قوة الحضور المهني وتوهج النقاش في قضايا القطاع، احتضن فندق الزاكي بالعاصمة الإسماعيلية مكناس الجمع العادي للمجلس الجهوي للهيئة الوطنية للمهندسين المعماريين لجهة فاس مكناس وإقليمي الراشيدية وميدلت، وسط مشاركة مكثفة لرموز الهندسة المعمارية وشخصيات وازنة على الصعيد الوطني.
اللقاء شكل لحظة فارقة لتجديد الثقة في الرؤية المهنية، حيث افتتح رئيس المجلس الجهوي المهندس محمد حدادي أشغال الجمع بكلمة واثقة من مستقبل المهنة، مشيداً بما تحقق من إنجازات، ومؤكداً أن الوقت قد حان لتعزيز حضور المهندس في قلب السياسات العمرانية وتجويد مسارات البناء والتعمير.
وقد قدم حدادي برنامج عمل طموح للسنوات المقبلة، لاقى استحساناً واسعاً من ممثلي مختلف أقاليم الجهة والمؤسسات الترابية، باعتباره مرحلة جديدة للرفع من جودة الممارسة المهنية وتمكين الهيئة من أدوار أكثر قوة وفعالية.
الحدث لم يخلُ من لمسة وفاء راقية، حيث تم تكريم مهندسات ومهندسين رحلوا عن الحياة، في لحظة إنسانية مؤثرة عكست ثقافة الاعتراف بالرواد وأصحاب البصمة في المجال المعماري.
من جهته، عبّر رئيس المجلس الوطني المهندس شكيب بن عبد الله عن إعجابه بالدينامية التي أبانت عنها الجهة، مؤكداً أن الهيئة الوطنية منخرطة في إصلاحات كبيرة تسعى لتبسيط المساطر الإدارية وتعزيز الحكامة المهنية، إلى جانب مشروع بناء المقر المركزي للهيئة بالرباط.
النقاش الذي طبع هذا الجمع كان مباشراً وعملياً، تناول التحديات الحقيقية التي تواجه المهندس المعماري اليوم، وعلى رأسها مطلب إحداث هيئة جهوية بدرعة تافيلالت، لما تتميز به الجهة من خصوصيات مجالية ومعمارية تستحق بنية تدبيرية مستقلة.
وبتجديد العزم وتوحيد الرؤى، أجمع الحاضرون على أن المرحلة المقبلة ستكون مرحلة إنجازات ميدانية قوية، يقودها مجلس يجمع بين التجربة والخبرة وحماس الكفاءات الشابة.
