في إطار الدينامية التنموية المتجددة التي يشهدها إقليم تيزنيت، تم يوم الاثنين 03 نونبر 2025، إعطاء الانطلاقة الرسمية لمشروع بيئي نوعي، وهو مركز فرز ونقل النفايات المنزلية بمدينة تافراوت، تحت الإشراف المباشر للسيد عامل الإقليم.
يأتي هذا المشروع الحيوي ليعكس الاهتمام المتزايد بتحسين تدبير قطاع النظافة والحفاظ على البيئة، كرافد أساسي من روافد التنمية المستدامة. ويهدف المركز الجديد إلى إحداث نقلة نوعية في عملية جمع النفايات وفرزها بشكل علمي قبل نقلها إلى مراكز المعالجة، مما سينعكس إيجابا على جودة الخدمات المقدمة للمواطن، ويحد بشكل كبير من الآثار البيئية السلبية الناتجة عن تراكم النفايات العشوائي.
وأكدت المصادر، خلال الزيارة الميدانية، أن هذا المشروع لا يقتصر على بعده البيئي فقط، بل سيساهم بشكل فاعل في خلق فرص عمل جديدة لفائدة شباب المنطقة، معززا بذلك البعد الاجتماعي في معادلة التنمية. وقد تم تقديم شروحات مفصلة حول مكونات المشروع للسيد العامل، حيث يعد ثمرة تعاون بين الجماعة الترابية لتافراوت وعدد من الشركاء المحليين، متوقعا أن يشكل نموذجا يحتذى به في تدبير النفايات على صعيد الإقليم، بفضل اعتماده على مقاربة حديثة وتقنيات مستدامة.
وفي إطار متصل، وموازاة مع المشروع البيئي، أشرف السيد العامل على تدشين طريق جديدة بجماعة إداكوكمار، تم إنجازها في إطار البرنامج الوطني الرامي إلى فك العزلة عن العالم القروي وتعزيز شبكة الربط الطرقي بين الجماعات الترابية، خاصة في المناطق الجبلية.
ويبلغ طول هذا المشروع الطرقي، الرابط بين الطريق الجهوية رقم 104 ودواوير أيت ونكيضا، 5.4 كيلومترات، وهو ما سيسهل بشكل ملحوظ تنقل الساكنة المحلية التي تضم 13 دوارا، ويحسن من ولوجها إلى المرافق الاجتماعية والخدمات الأساسية، مثل الصحة والتعليم. كما من المتوقع أن يعزز هذا المشروع الحركة الاقتصادية والسياحية في المنطقة، التي تشهد طبيعة خلابة وإقبالاً متزايداً من الزوار.
وعبر عدد من سكان الجماعة عن ارتياحهم البالغ لهذه المبادرات التنموية المتلاحقة، معتبرين إياها تجسيدا حقيقيا للعناية الخاصة التي توليها السلطات الإقليمية للعالم القروي وقضايا البيئة. وأكدوا أن مثل هذه المشاريع ليست مجرد بنى تحتية، بل هي دعامات أساسية لتعزيز جاذبية الإقليم ودفع عجلة التنمية المستدامة الشاملة، التي تلامس احتياجات السكان المباشرة وتطلعاتهم المستقبلية.
هذه المشاريع المتكاملة تبرهن على أن إقليم تيزنيت يسير بخطى ثابتة نحو ترجمة الرؤية التنموية الوطنية إلى واقع ملموس، يجمع بين تحديث البنية التحتية، والحفاظ على البيئة، وتحسين جودة الحياة للمواطن القروي والحضري على حد سواء.