
مراسلة مصطفى ايت لحسن - لن يختلف اثنان في كون إقليم أزيلال قد قطع أشواطا كبيرة في كهربة مدن ومداشر الإقليم، الذي أصبح يتوفر على شبكة كهربائية قوية ومستقرة، بفعل تنزيل مجموعة من المشاريع لتمكين الساكنة من التزود بهذه المادة الحيوية، لما لها من دور هام وفعال في الحياة اليومية، وباعتبارها من اولويات متطلبات العيش وشروط الاستقرار بالعالم القروي، الى جانب الماء الذي جعل الله منه كل شيء حي، والطرقات لفك العزلة عن الجبل والانفتاح على باقي مدن وقرى الإقليم.
فمنذ انطلاقه سنة 1996، شكّل برنامج PERG، المنجز من طرف المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب (ONEE) ووزارة الداخلية عبر المديرية العامة للجماعات الترابية (DGCT) والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية (INDH) والجماعات المنتخبة، ورشاً هيكلياً مكّن المغرب من أن يصبح نموذجاً قارياً ودولياً في مجال الكهربة القروية.
وتجدر الإشارة الى أن نسبة التغطية الكهربائية في إقليم أزيلال تجاوزت 99.8%، مع إستفادة حوالي 1259 دواراً من الربط الكهربائي، ما ساهم في تحسين ظروف العيش لسكان المناطق الجبلية والبعيدة
كما ساعدت الكهربة القروية على محاربة الهدر المدرسي، والحد من الهجرة القروية، وجعل القرى أكثر جاذبية للسكان.
كما ساهم الربط الكهربائي في تعزيز الخدمات الصحية من خلال إنارة المراكز الصحية وحفظ الأدوية واللقاحات، كما مكّن من استعمال الأجهزة الإلكترونية الضرورية للحياة اليومية.

ولا يسعنا الا أن نقول أن "الكهربة القروية بأزيلال قصة نجاح وطنية حية جعلت من الكهرباء رافعة واعدة للتقدم الاجتماعي والاقتصادي، تحتاج إلى استمرارية الجهود لتحقيق أثر تنموي أعمق يشمل جميع ساكنة الإقليم دون استثناء."
فبفعل الدينامية الجديدة لوكالة الخدمات الإقليمية لقطاع الكهرباء بأزيلال، منذ مجيء المدير الإقليمي الجديد السيد عبد العالي خالد ، سواء من حيث جودة الخدمات أو التواصل والتدخلات الآنية، وبفصل تظافر الجهود والتعاون بين إدارة الوكالة والمجلس الجماعي لأزيلال، اصبحت المدينة تتوفر على شبكة انارة عمومية قوية ومستقرة، عكس ما كانت عليه لسنين عديدة بين الإنارة الباهتة والانقطاعات المتكررة التي لطالما قضت مضاجع الساكنة واثارت استيائها بمختلف أحياء المدينة.
في هذا الصدد ، أعرب معظم ساكنة المدينة عن ارتياحها البالغ عن الحالة الجيدة التي أصبحت عليها الإنارة العمومية بمختلف أحياء المدينة ، سواء من حيث جودة المصابيح التي تم استبدالها بنوع (LED) او الأعمدة الكهربائية الجديدة، مما يضفي على المدينة جمالية ورونقا جديدين ،خاصة على مستوى مدخلي مراكش وبين الويدان ، حيث تناسق الانوار البيضاء الساطعة مع الفضاءات الخضراء ونظافة المحيط ، في منظر ساحر يغري شباب المدينة وعدد من العائلات بالاستماع بلحظات من السمر والهدوء ، كما تلهب فضول زائرها لأول مرة لاستكشاف ما يميز عاصمة الإقليم عن غيرها من نظافة وجمالية وسكون وامن وامان .

وفي سياق المجهودات التي تبذلها السلطات الإقليمية، وتنزيلاً لبرنامج تقليص الفوارق المجالية والاجتماعية الهادف أساساً إلى تعزيز الاستقرار بالعالم القروي والحد من الهجرة نحو المدن عبر توفير شروط العيش الكريم للساكنة، قام المكتب الوطني للكهرباء بتنفيذ حزمة من المشاريع المهيكلة، من أبرزها:
- توسيع الشبكة الكهربائية لتصل نسبة الربط بالشبكة الكهربائية إلى 99.89%.
- إحداث مجموعة من المحولات الكهربائية بالإقليم لتخفيف الضغط وتقوية الشبكة لتغطية الطلب المتزايد.
- خلق خطوط كهربائية جديدة ذات الجهد المتوسط لتأمين ربط المدن والقرى في حالة الأعطاب المفاجئة.
- إعادة وهيكلة وتقوية الخطوط الكهربائية ووضعها تحت الارض بمدينة أزيلال لتساهم في تحسين جمالية المدينة.
- توفير آليات ومعدات جديدة لتعزيز أسطول الإنارة العمومية.

- استبدال الأعمدة الخشبية القديمة في المناطق الجبلية بأعمدة حديدية أو إسمنتية أكثر صلابة.
فهذه العملية شهدت إشكالا ظل يؤرق إدارة المكتب الوطني للكهرباء بالإقليم التي تشكل عائقا نظرا للتضاريس الوعرة للمنطقة، ونظرا للمناخ المتميز بغزارة الأمطار والثلوج بالمنطقة وحتى نوعية التربة المنجرفة وهي العوامل التي ساهمت في جرد عدد كبير من الأعمدة المتساقطة والتي من خلالها جاءت مطالب الساكنة والسلطات المحلية بضرورة تغييرها، في هذا الصدد قام المكتب بإستبدال هذه الأعمدة المحصاة في إطار صفقات تخص كل منطقة على حدة، وحسب أولوياتها من حيث الخطر المحدق بالساكنة.
- تجاوباً مع طلبات الموطنين والسلطات تم فتح عدة نقاط لاستخلاص فواتير الكهرباء وعمليات التعبئة.
- تعبئة أطر وموظفين لتقديم خدمات الزبناء عبر استقبال الطلبات والشكايات وتقديم الاستشارات.
- إحداث وتأهيل فرق للتدخل الاستعجالي عند الطوارئ، وأخرى لخدمات القرب لفائدة الساكنة.
- إعداد برامج مستقبلية لاستكمال تعميم الربط الكهربائي بتنسيق مع السلطات الإقليمية، انسجاماً مع متطلبات النمو الديمغرافي الذي يعرفه الإقليم.
كل هذه الإنجازات تعكس رؤية واضحة تجعل من الكهربة بإقليم أزيلال رافعة أساسية للتنمية المستدامة، في انسجام تام مع انتظارات الساكنة المحلية وتوجهات الدولة في تحقيق العدالة المجالية.
![]() | ![]() |
![]() | ![]() |