
مريزيقى محمد : مكروا، وخططوا وتعاقدوا علانية وفي الخفاء لمحو غزة من على وجه أرضها المباركة وعلى وجه خريطة المنطقة. سقطت على مستشفياتها ومدارسها ومنازلها وأبناءها الشرفاء ، المرابطين المجاهدين ، أطنانا من القنابل من كل صنف وحجم ، ومنعت عنها الإمدادات حتى من أقرب جيرانها العرب ، للوصول لهذا الهدف القدر المروع.
لكن، ها هي غزة ، غزة العزة والشهامة، لازالت واقفة مجاهدة صابرة. تنزف دما لكنها تقاوم وتكلف المستعمر الغاشم أكبر الهزائم
لا صمت المطبعين ولا مكر الخونة، ولا سلوك الجبناء العرب ، أضعف معنوية أبناءها وقلل من عزيمتها التي جعلت من الحرية والكرامة هدفا أسمى ومقدس لها.
وها هو صمودها من أجل الحرية والكرامة أصبح مثالا وأملا لكل الشعوب
فرغم كل الدعايات الكادبة والمحاولات اليائسة لخداع وتغليط الرأي العام العالمي، خرجت الشعوب الحرة في كل مكان بالألاف لتصرخ في وجه الحكام الجبناء والعملاء بشعارات قوية: لا لقتل الأطفال والنساء، لا لإرهاب الدولة العبرية، لا للإبادة الجماعية، ولتصفية العرقية ، التي تقوم بها آلة الحرب الصهيونية في غزة، وليسقط التطبيع المذل ولتتوقف الحرب الغاشمة على غزة.
العالم كله غزة اليوم ، لقد إستوعبت شعوبه الحرة ما يسعى إليه الكيان الصهيوني وعملاءه من عرب وعجم. وستدفن غزة شهداءها في أرضها الطاهرة وستنبت تربتها المباركة غذا زعترا وتينا وزيتونا. وسيسجل التاريخ ملاحمها ويدكر الشعراء عزتها وتفتخر الأجيال العربية بمجدها وإنتصارها على الصهائنة وعلى كل مستوطن عنصري غاشم.
أما الحكام العرب اللدين خانوا غزة وتركوها وحيدة ، والمتقفون اللدين جفت اقلام من كثرة الرعب أوإبتغاءا لمكافأة قادمة فحدت ولا حرج، سيتكلف التاريخ
بقضيتهم المدلة والمهينة.
مريزيقى م : مؤرخ وكاتب وصحفي