العيون (الصحراء المغربية) - وصف وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، افتتاح دولة الإمارات العربية المتحدة لقنصلية عامة لها في مدينة العيون، برسالة لها دلالات سياسية وقانونية.
واعتبر بوريطة خلال افتتاح القنصلية في العيون بمشاركة السفير الإماراتي في الرباط العصري سعيد أحمد الظاهري، هذه الخطوة الدبلوماسية تأكيد على حق المغرب في سيادته في الصحراء ودعم من الإمارات، مشددا على أن العلاقات بين البلدين قوية وتاريخية.
وأضاف أن افتتاح القنصلية من شأنه أن يفتح لرجال الأعمال الاستثمار في المجالات الاقتصادية التي تمتاز بها مدينة العيون.
وشدد على أنه بين المغرب والإمارات تنسيق مشترك في القضايا الدولية والإقليمية.
وفي كلمة بالفيديو، أعلن الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية الإماراتي أن تواجد أبوظبي في هذا الإقليم المغربي، هو دفعة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين، في سبيل الارتقاء بها إلى مستوى أكبر.
وأضاف "إن موقف الإمارات ثابت في الوقف مع المغرب الشقيق في قضاياه العادلة في المحافل الإقليمية والدولية".
وأشار وزير الخارجية الإماراتي إلى أن افتتاح القنصلية الإماراتية في مدينة العيون المغربية "ترجمة لعلاقات إماراتية مغربية تاريخية راسخة ولشراكة إستراتيجية تقوم على أعلى المستويات".
ويعد افتتاح الإمارات قنصلية في مدينة العيون، تاسع تمثيلية دبلوماسية يتم تدشينها بعاصمة الصحراء المغربية، خلال مدة لا تتجاوز السنة.
وتعد القنصلية الإماراتية أول تمثيلية عربية في العيون، بعد أن جرى فتح عدد من قنصليات أفريقية فيها.
وكان الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي أبلغ، العاهل المغربي الملك محمد السادس في أواخر أكتوبر الماضي بنية بلاده افتتاح قنصلية عامة في مدينة العيون بالأقاليم الجنوبية للمملكة.
وأعرب الملك محمد السادس عن شكره الجزيل وتقديره الكبير لولي عهد أبوظبي على هذا القرار، الذي وصفه بـ" التاريخي والمهم والداعم للوحدة الترابية للمملكة على هذا الجزء من ترابه، خاصة أن الإمارات شاركت في المسيرة الخضراء المظفرة".
وعبر العاهل المغربي عن اعتزازه العميق بقرار الإمارات "وهو قرار يجسد موقفها الثابت في الدفاع عن حقوق المغرب المشروعة وقضاياه العادلة، ووقوفها الدائم إلى جانبه في مختلف المحافل الجهوية والدولية".
وارتفع عدد القنصليات إلى 7 في مدينة الداخلة، بعد افتتاح غامبيا، غينيا، جيبوتي وليبيريا لقنصليات لها.
الشيخ عبدالله بن زايد: تواجد أبوظبي في هذا الإقليم المغربي، هو دفعة كبيرة في مستوى العلاقات بين البلدين
كما افتتحت ست دول إفريقية قنصليات لها في العيون، نهاية 2019 وبداية 2020، عدا زامبيا ومملكة إسواتيني.
والدول الست هي: كوت ديفوار، جزر القمر، الغابون، ساو تومي وبرينسيبي، إفريقيا الوسطى وبوروندي.
واستطاع المغرب أن يحقق اختراقات مهمة من حيث التأكيد على حقوقه السيادية على أقاليمه الجنوبية، اعتمادا على رؤية الملك محمد السادس للتحركات الدبلوماسية عبر التركيز على إحداث التوازن في العلاقات بين مختلف الأطراف الدولية.
ويقول تاج الدين الحسيني، وهو أكاديمي وخبير مغربي في العلاقات الدولية في هذا الصدد إن "فتح قنصلية في دولة ما هو إقرار بسيادتها على الإقليم، بحسب القانون الدولي، خاصة اتفاقية جنيف 1963".
وأضاف أن "القنصلية هي مفتاح لتطوير العلاقات الإدارية والاقتصادية والتعاون المتعدد الأطراف مع الدولة المعنية".
ورأى أن "فتح 15 قنصلية في الإقليم يعبر بشكل واضح عن إقرار هذه الدول بسيادة المغرب على الصحراء".
وتابع "سيادة المغرب قانونيا أو إداريا على الصحراء لا تقبل الجدل، ووجود هذه القنصليات هو تأكيد لهذه السيادة".
وبخصوص موقف الإمارات رأى الحسيني أن "للخطوة الإماراتية أهمية، فأبوظبي تمتلك وزنا استثنائيا بمنطقة الخليج ودوليا، وتشكل محورا أساسيا في التوازن الإقليمي".
وتوقع أن "تحذو بقية دول الخليج ودول عربية أخرى حذو الإمارات، وتفتح قنصليات لها، خصوصا أن لهذه الدولة أهمية كبيرة في اتخاذ القرار بمنظمات دولية".