عقب استمرار مقاطعة المنتجات الفرنسيّة في مجموعة من الدّول ذات الأغلبيّة المسلمة، بعد عرض صور كاريكاتوريّة مسيئة إلى الرّسول صلى الله عليه وسلم، دعا جاك لانغ، رئيس معهد العالم العربي، الذي يُعَدّ من أبرز الشخصيات الغربيّة المدافعة عن قضايا العالَم الإسلامي، إلى إيقاف المقاطعة.
ويشدّد جاك لانغ، في تصريحات أوردها الموقع الرسمي لمعهد العالم العربي بباريس، على أنّه لا شكّ لديه في أنّ "الأغلبية العظمى" من المسلمين الفرنسيين قد ندّدوا بقتل الأستاذ الفرنسيّ. ويضيف: "لا يجب على فرنسا فرض فلسفاتها، ورؤيتها، أو قيمها على دول أخرى ذات سيادة، وشعوبها، وهو ما يجب أن يكون متبادلا".
ويسترسل رئيس معهد العالم العربي بباريس قائلا: "الدول العربية تعرف أنّ لفرنسا تقليدا في الحرية مؤسَّسا على ثورتها منذ قرنين؛ ولكن فرنسا كدولة تحمي أيضا، وتحترم، وتعترف، بل وتحبّ الإسلام والديانات الأخرى. والفلسفات الإسلاميّة والثقافة الإسلامية جاءت بكثير من الغنى الفكريّ لبلدنا".
ويضيف لانغ: "للإسلام موقع ممتاز في بلدنا، وسيحتلّ موقعا أكبر في المستقبل؛ في حين أن الصراع ضد الإسلام السياسي الذي يروم استبدال قوانينا بقوانينه. وأخذ الرئيس إيمانويل ماكرون إجراءات عمليّة من أجل الدفاع عن الممارسة الدينية في فرنسا، مثل المساعدة في تكوين الأئمّة".
ودعا وزير الثقافة الفرنسي السابق، الذي رافع من أجل تدريس العربية في المدارس الفرنسيّة، إلى عدم الخلط بين ما نشر في مجلّة "شارلي إيبدو" السّاخرة وبين توجّه الحكومة الفرنسيّة، ويضيف: "حتى بعض الفرنسيّين غير المسلمين رفضوا رسوم الكاريكاتور المنشورة بالمجلّة، وتوجّهاتها في تسفيه كلّ الدّيانات".
ويذكر لانغ أنّ واجب الرئيس ماكرون الجمهوريّ كان هو حفظ حقّ هذه المجلّة في حرية التعبير، مع احترام رؤى مَن أحسّوا بالإساءة، وأضاف موضّحا: "في الماضي، حاول الكاثوليك حظر كتب وأفلام وأعمال فنية، وطالما وقفنا ضدّ هذه المحاولات"؛ ولكن "تقليدنا هذا لا يعني وجود أيّ إساءة، بل ماكرون إنسانيّ، وله إعجاب كبير بالدول العربيّة وثقافاتها وأديانها، ولا يمكن أن يقول أحد، بإنصاف، إنّه ضدّ الإسلام".