Partager sur :

الإرهاب يتجدد. وجب قهره وفضح صانعيه. يقظة دولة ومجتمع

عزيز رباح-  السبت  22 فبراير  2025 : تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية، صباح يوم الأربعاء 19 فبراير 2025، من إحباط مخطط إرهابي شديد الخطورة كان يستهدف أمن المغرب، وذلك استنادًا إلى معلومات استخباراتية دقيقة وفّرتها مصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. وقد جاء هذا المخطط بتكليف وتحريض مباشر من أحد القياديين البارزين في تنظيم "داعش" بمنطقة الساحل الإفريقي.

مغرب الحضارة: التحديات واليقظة الأمنية

أولًا وقبل كل شيء، يجب الإشادة بالعمل الجبار الذي تقوم به الدولة، وخاصة الأجهزة الأمنية والعلماء، في مواجهة الإرهاب واقتلاعه من جذوره، فضلًا عن قمع قادته ورموزه ومنظريه. إن هؤلاء الجنود المجهولين يستحقون كل التقدير على دورهم في حماية استقرار البلاد وسلامة المواطنين.

مؤامرات متجددة ضد المملكة

تتعرض المملكة المغربية، بين الحين والآخر، لمؤامرات متعددة، خاصة الإرهابية منها، والتي تُحاك داخليًا وخارجيًا من قبل أعداء الوطن والخونة والحاقدين والمتربصين. ومن اللافت أن بعض هذه التهديدات تأتي ممن يدّعون الصداقة والشراكة مع المغرب، أو ممن يرفعون راية المقاومة والممانعة، في حين أنهم يغذون الفتن والفوضى.

إن الإرهاب الذي يضرب الدول الإسلامية السنية، خصوصًا في إفريقيا وآسيا، ليس وليد الصدفة، بل هو نتيجة مخططات مدروسة تسعى لضرب استقرار هذه الدول وتشويه صورتها أمام العالم.

المغرب مستهدف من قوى داخلية وخارجية

تواجه المملكة تهديدات من دول وحركات دينية، إسلامية وغير إسلامية، تهدف إلى تقويض وحدتها واختراق نسيجها الاجتماعي ومحاصرة نفوذها الديني والسياسي. كما أن هناك قوى دولية لا ترضى عن صعود المغرب كقوة سياسية واقتصادية وأمنية وعسكرية في إفريقيا، وتسعى إلى إبقائه بعيدًا عن دائرة التأثير.

 

مصالح اقتصادية وأمنية خلف الإرهاب

إضافة إلى هذه التهديدات، هناك تجار الحروب والأزمات الذين يتغذون على الفوضى، حيث تنمو تجارتهم في مجال الأمن والأسلحة بقدر ما يزداد العنف والإرهاب. هؤلاء يستفيدون من تهريب الأسلحة والمعادن والمخدرات والبشر، ويسيطرون على مسارات اللوجستيك الخاصة بالجماعات المسلحة في مناطق النزاع.

مقاربة شاملة لمواجهة الإرهاب

رغم نجاعة المقاربة المغربية الشاملة والمتكاملة في محاربة الإرهاب، والتي تُخصص لها إمكانيات كبيرة، إلا أن ذلك لا يُغني عن الحاجة إلى انخراط المجتمع بأكمله في هذه المواجهة. فالأمن مسؤولية جماعية، ولا يمكن للدولة وحدها التصدي لهذا الخطر دون دعم المواطنين.

 

محاربة الفكر المتطرف في كل الفضاءات

يجب القضاء على الفكر المتطرف في كل الفضاءات دون هوادة: في الأسرة، المدرسة، الجامعة، المسجد، الحي، السوق، الإدارة، القرية، المدينة، وحتى على منصات التواصل الاجتماعي. لا مكان للإرهاب في مجتمعنا، ولا يجب التساهل أو التعاطف مع أي شكل من أشكاله.

إرهاب مُبتكر: مؤامرات متواصلة

إن الإرهاب لم يعد مجرد جماعات مسلحة، بل هو صناعة متقنة ومتجددة يتم تطويرها في مختبرات المتآمرين سياسيًا ودبلوماسيًا واقتصاديًا. لذا، فإن اليقظة تظل ضرورية لمواجهة هذه التحديات.

كلنا معنيون ومسؤولون

إن الحفاظ على أمن الوطن مسؤولية الجميع، وليس فقط الأجهزة الأمنية. يجب أن يظل المواطن يقظًا، مدركًا لخطورة هذه التهديدات، ومستعدًا لدعم كل الجهود الرامية إلى استئصال الإرهاب من جذوره.

تحية تقدير وامتنان لكل من يسهر على حماية أمن المغرب واستقراره.

 

Partager sur :