Partager sur :

الماء لكل فم . بقلم البكراوي المصطفى البزيوي

أصبح سؤال كيفية توفير الماء الكافي للساكنة سؤالا يفرض نفسه و يؤرق كاهل المسؤولين في ظل الازمة الراهنة الناتجة عن توالي سنوات الجفاف و ندرة البدائل المطروحة و ضبابية السياسات العمومية المتبعة التي لم تكن حاسمة في التعاطي مع صعوبة الوضع و كارثيته .
امام هذا الوضع العصيب  جاء الخطاب الملكي الأخير بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لعيد العرش المجيد ليجعل من قضية الماء قطب الرحى لمحاوره حيث غطت حيز الثمانين في المائة و زيادة  من محتواه في رسالة واضحة قوية من جلالته إلى كل مسؤول كيفما كانت صفته بان يعي جسامة و خطورة الموقف و يجعل من قضية توفير الماء لرعايا جلالته أولويته الأولى و شغله الشاغل. كما رسم خطاب جلالته خارطة طريق شاملة لكيفية التعاطي مع الضاهرة من ضمنها التسريع و التعجيل بتنزيل و إنشاء المشاريع المسطرة  في أقرب الآجال خصوصا تلك المبرمجة في مناطق تعرف تساقطات منتظمة .
 إن المؤشرات الراهنة المتوفرة من ارتفاع لدرجة الحرارة و بالثالي تنامي ظاهرة التبخر  و ندرة الأمطار و التراجع المهول لحقينة  الأحواض المائية و نضوب الفرشة المائية .....كلها مؤشرات تدعو للقلق بشأن الأمن المائي للمغاربة قاطبة 
لذلك جاء الخطاب الملكي السامي لدق ناقوس الخطر و الحث على الجدية و التفاني لمواجهة هذه المحنة التي ابتلي بها المغاربة على مدار الست سنوات الأخيرة. لهذا وجب على المسؤولين وضع مضامين خطاب جلالته نصب أعينهم و التشمير على سواعد الجد لاتخاد كل التدابير التي من شأنها ترشيد استعمال الماء و كذا البحث على سبل توفيره للساكنة التي تعاني ندرة هذه المادة الحيوية دون الاختباء وراء مقولة " ماعندنا ما نديروا هادشي ديال  الله ..." التي اصبحت جوابا متداولا على لسان مجموعة من المسؤولين كلما طرق باب مكتبه . فالماء اصبح ثرفا في وقتنا الحاضر بعدما كان كفاية و حقا طبيعيا عاديا إذ يعتبر المتمكن منه اليوم ذو حظ عظيم و الا ما نصيب الانسان العادي من باقي متطلبات الحياة الضرورية الأخرى...؟ وبالثالي  أين نحن من تحقيق كفاية الطعام لكل فم ...

Partager sur :