Partager sur :

التدابير المتخذة من أجل امتحانات إشهادية في سنة دراسية سميت "استثنائية".

س/ج : مع د. إبراهيم أونبارك مفتش منسق جهوي تخصصي بأكاديمية الرباط سلا القنيطرة باحث في قضايا التربية والتكوين. عبر أثير الإذاعة الوطنية: قسم الأمازيغية.
سؤال النشرة: تتجه السنة الدراسية صوب نهايتها، كما تعلمون، فماهي التدبير المتخذة من طرف الوزارة الوصية لتدبير هذه السنة وما هي الإجراءات المتخذة بغية الوصول إلى اجتياز الامتحانات الإشهادية في جو يليق بهذا الحدث، ويكون فعلا في مستوى طموحات الأسر المغربية؟
إبراهيم أونبارك:  كل الشكر والامتنان للإعلام الوطني الذي يسلط الضو على قضيتنا الثانية بعد تلك الخاصة بوحدتنا الترابية، والتي ما فتئ صاحب الجلالة نصره الله يليها أهمية  استثنائية. فكما تعلمون، دأبت الوزارة الوصية على قطاع التربية الوطنية على اتخاذ تدابير استباقية لتجاوز الصعوبات الفجائية التي طرحتها هذه السنة التي، إن شئتم، نسميها استثنائية جراء الإضرابات التي عرفها  القطاع، خصوصا وأن السنة تندرج ضمن سيرورة محاولة تفعيل الكثير من الإصلاحات التي تدخل في سياق أجرأة خارطة طريق 2022/2026، وما تتضمَّنُه هذه الخارطة من تجسيد للرؤية الاستراتجية 2025/2030 ، والقانون الإطار 51.17 والنموذج التنموي الذي أردناه أن يكون مشروعا مجتمعيا، لذا،  لابد أن تكون المدرسة الغربية مدخلا من مداخل تفعيله
ومن أجل هذا الغرض، سيدي، تم وضع خطوات إجرائية أهمها:
 وضع برنامج للدعم  التربوي الذي قادته الأكاديميات والمديريات الإقليمية ومواكبته من لدن هيئة التفتيش بمعية الإدارة التربوية للمؤسسات التعليمية، سواء أثناء أيام الدراسة أو إبان العطل، وتميز البرنامج بانخراط وتطوع ملحوظ من لدن السادة والسيدات الأساتذة والأستاذات الذين نوجهوا لهم كل التحايا لما عبروا عنه من نكران ذات، لأنهم بقدر ما يناضلون من أجل مطالبهم، انخرطوا أيضا في الحفاظ على حضورهم في خدمة المتعلم، والهدف كان دوما هو: تغطية النقص الحاصل على مستوى استكمال الوحدات المبرمجة خلال كل فترة بينية على حدة، وعدم جعل التلميذ يصاب بخيبة أمل أو الاحساس بما كان يروج له، أنذاك، أن السنة الدراسية ستكون "بيضاء"، وهذا طبعا ما لا يمكن أن يقع، لأن الأقسام الاشهادية استفادت من زمنها المدرسي الذي سيؤهلها لاجتياز الامتحانات الإشهادية بكل ثقة وآمان.
- أما الإجراء الثاني الذي تم اتخاذه، فيخص التمديد من السنة الدراسية، وبالتالي تغيير التواريخ المحددة للامتحانات الإشهادية بهدف منح المزيد من الوقت الإضافي للمتعلمين من أجل إعداد جيد لهذه الاستحقاقات المهمة في مسارهم الدراسي، 
- والإجراء الثالث، فيهم التقليص من عدد الفروض الخاصة بكل مادة دراسية، حسب الشعب والمسالك، حتى تكون لحظات التقويم ملائمة مع الزمن المخصص للتعلمات المكتسبة، لاسيما خلال الدورة الأولى. ولا يتسع المقام هنا للخوض في هذا الإجراء من حيث إيجابياته وسلبياته داخل سيرورة التقويم، وعلاقته ببناء التعلمات وتقييم التحصيل عبر أصناف تقويمية جزئية أو كلية.
وتجدر الإشارة إلى ضرورة التفكير آنيا، ومستقبلا، في العديد من القضايا التي أفرزتها وضعية توقف الدراسية لمدة ليست بالهينة، قياسا مع الزمن المدرسي، وهي: الفوارق من حيث تكافؤ الفرص بين القرى والحواضر، بين المدارس الخصوصية والعمومية، وهذا يقتضي منا أيضا، طمأنة التلاميذ والتلميذات بكون الامتحانات الاشهادية موجهة لكافة المتعلمين، واللجان الوطنية والجهوية الساهرة على إعداد مواضيع مختلف المواد الدراسية الاشهادية تنجز مواضيع امتحانات موجهة لكافة أبناء المغاربة بغض النظر عن انتمائه إلى التعليم العمومي أو الخصوصي.
سؤال النشرة: ماهي التوجيهات والنصائح الممكن توجيهها لتلاميذ المستويات الاشهادية من أجل تجاوز هذه المحطة الحاسمة بنجاح؟
إبراهيم أونبارك: لاشك أن كل اختبار أو تحد، يحتاج إعدادً نفسيا وتهيئا مسبقا، لذا، لا يمكن التوجه صوب قاعة الامتحان دون هذا الإعداد، الذي لا يمكن أن ننفي مدى انخراط الجميع، أسرا، مؤسسات، وأطر إدارية وتربوية لمساعدة المتعلم(ة) في هذا التحدي، وأهم ما يمكن التركيز عليه، وجعل أبنائنا وبناتنا يدركونه هو:
-الامتحانات الاشهادية هي محطات تقييمية وتقويمية évaluatif، كغيرها من اللحظات التقويمية التي يجتازها التلاميذ داخل الفصل الدراسي، ويجب ألا تشكل لحظة تخويف أو معاناة نفسية للمتعلم،
- اكتساب مهارات التنظيم الشكلي و"المضموني" لأرواق التحرير الخاصة بمختلف المواد،
- التمرن على المدة الزمنية المخصصة لكل مادة دراسية لحظة الاختبار، لأن تدبير الوقت جزء لا يتجزأ من الاختبار،
-تفادي الكثير من الشائعات التي لا طائل من ورائها، مثل قاموس "هذه السنة سيكون الامتحان صعبا أو سهلا" لأن المنطق يقتضي القول بنسبية هذا الحكم، إذ ستكون الامتحانات سهلة لمن اجتهد وأعد العُدَّة ليوم الاختبار، وستكون صعبة لمن تهاوَن واستسلم لـ"الكسل"، مع الاعتذار على هذا المصطلح، أي الكسل، الذي لا أريد أن أنطقه، لأنه في حد ذاته، نسبي أيضا.
- الحرص على احترام الإجراءات الإدارية والقانونية، سواء تلك التي تُطلب من المتعلمين منذ الآن، قصد استكمال إجراءات التسجيل في البوابات الخاصة بقاعدة المعطيات الموجَّهة لهذا الغرض، أو تلك التي ستسطرها مراكز الامتحانات، وتحتاج صراحة، إلى حصص قبلية من لدن المؤسسات التعليمية من أجل تجنب العديد من الاختلالات المسجلة إبان السنوات الفارطة،
-تجنيد الإعلام العمومي ومختلف القنوات الوطنية والمنابر الإعلامية الجهوية والمحلية  في مختلف الإجراءات التربوية والقانونية المرتبطة بالامتحانات الإشهادية. لتحقيق المزيد من التوعية بهذا الحدث الذي لا يمثل في عمقه، مجرد اختبار في تحقيق مهارات وكفايات أكاديمية أو مهنية مستقبلية، وإنما يجسد وجها من أوجه مستوى التنظيم، ليس فقط على صعيد قطاع التربية الوطنية، بل أيضا على مستوى كافات القطاعات التي تنخرط مشكورة في هذا الاستحقاق من أجل الحفاظ على الشهادات المحصل عليها من لدن تلاميذنا، وتكون ذات مصداقية، وتتسم بجدية أكبر في سوق  الشواهد الدولية.
وأريد، بالمناسبة أن ألفت انتباه التلاميذ والآباء على حد سواء، بالمناسبة، بضرورة توعية الجميع بالمخاطر المتعلقة باللجوء إلى الوسائل غير القانونية، وعلى رأسها الغش بغرض الحصول على النقطة بطرق غير مشروعة، والذي أضحى «غشا منظما" عبر عصابات تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، لأنه يتطلب منا "يقظة معلوماتية"، سهرت المؤسسات الأمنية مشكورة على كبح جماح انتشاره خصوصا في السنوات الأخيرة.
- ويبقى أهم مدخل هو ضرورة تقوية أواصر التواصل بين الأسر والمؤسسات التعليمية ومراكز الامتحان، بغية توفير الأجواء الملائمة لاجتياز الاختبارات الاشهادية في ظروف أحسن.

Partager sur :