Partager sur :

التفاهة تجارة فاسدة ومؤامرة تهدد الوطن... وازع السلطان والقرآن حصنٌ منيعٌ ضدها

عزيز رباح - الأحد 9 فبراير 2025 : لا شك أن التفاهة أصبحت واحدة من أدوات الفساد التي تعيق مسار الإصلاح والتنمية في الوطن. وقد كان هذا الموضوع محور اليوم التواصلي الذي نظمه المجلس العلمي الأعلى يوم الأحد 9 فبراير 2025، بحضور مسؤولين ومختصين من قطاعات القضاء والأمن والاقتصاد والصحة، لكن للأسف، غاب عنه ممثلو قطاعات التعليم والشباب والإعلام، رغم أهميتها الكبرى في التصدي لهذه الظاهرة.

التفاهة تجارة ومؤامرة

التفاهة ليست مجرد ظاهرة عابرة، بل هي تجارة مدعومة ومؤامرة مدروسة لها منظّرون ومموّلون وداعمون. إنها تجارة تحقق أرباحًا مالية لأصحابها، لكنها لا تفيد الوطن والمجتمع، بل تسهم في إضعاف الإيمان بالثوابت الوطنية، وتعمل على تفكيك المجتمع والأسرة وإفساد الشباب.

والمؤسف أن القائمين عليها لا يستحيون حتى في شهر رمضان المبارك، الذي يفترض أن يكون مناسبة لترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية، ونشر العلم، وتقويم السلوك، وتعزيز المناعة الثقافية ضد الانحراف والفساد. لكنهم يستغلون الإعلام والفن ليزيدوا من ترويج التفاهة والانحطاط بدلًا من تقديم محتوى هادف يبني الإنسان والمجتمع.

من يقف وراء التفاهة؟

القائمون على هذه الظاهرة ينقسمون إلى قسمين متكاملين ومستفيدين معًا:

القسم الأول:
أصحاب المصالح الذين حولوا التفاهة إلى تجارة مربحة، مدعومة بالمال العام من الوزارات والقنوات العمومية والمركز السينمائي والإعلانات. هؤلاء لا يهمهم شيء سوى تحقيق الأرباح ولو على حساب القيم والمجتمع، حتى لو تظاهروا برفع الشعارات الوطنية.

القسم الثاني:
التيار العلماني المتطرف، الذي يخفي عداءه للثوابت الوطنية تحت غطاء الحداثة والانفتاح. هؤلاء تسللوا إلى المؤسسات التعليمية والإعلامية والثقافية والفنية، ويعملون بشكل ممنهج على إضعاف الهوية الوطنية والدينية، مستخدمين الخداع والتلاعب بالبرامج والمناهج لتغيير وعي الأجيال القادمة.

كيف نواجه التفاهة؟

🔹 وازع السلطان ووازع القرآن هما الحصنان الأساسيان لحماية المجتمع من التفاهة ومخاطرها. وقد أكد اليوم التواصلي للمجلس العلمي الأعلى على ضرورة تكامل أدوار التعليم والشباب والإعلام لمواجهة هذه الظاهرة، لأن هذه القطاعات مسؤولة عن بناء الإنسان وصياغة وعيه وقيمه.

🔹 التعليم ليس مجرد دروس، بل تربية وتكوين وبناء أجيال واعية.
🔹 قطاع الشباب مسؤول عن تنشئة الشباب على القيم الوطنية.
🔹 الإعلام يجب أن يكون أداة للخبر والتوعية، وليس وسيلة لنشر الانحطاط والتفاهة.

لذلك، يجب أن تكون هذه القطاعات محصّنة ضد التفاهة، ولا ينبغي السماح للتافهين بالسيطرة عليها أو تصدّر المشهد فيها. فأي تساهل في هذا الأمر سيكون بابًا لضياع الأجيال، ولن ينفع الندم بعد ذلك.

📌 نقطة نظام

🚫 التفاهة ليست حرية! الحرية حق مشروع لكل مواطن، لا خلاف حوله.
🚫 التفاهة ليست ترفيهًا! الترفيه حاجة إنسانية، لكن يجب ألا يتحول إلى وسيلة لإفساد العقول والأخلاق.

التفاهة هي التفاهة...

يتبع…

Partager sur :