Partager sur :

التخبط الدبلوماسي الجزائري: حين تتحول الحقائب إلى وسيلة وحيدة لشراء النفوذ

تلقت الجزائر صفعة دبلوماسية جديدة بفشلها في تأمين مقعد بمجلس السلم والأمن الإفريقي، بعدما تجاهلتها الدول الإفريقية في الانتخابات الأخيرة. هذا الإخفاق يعكس تراجع النفوذ الجزائري في القارة ، في وقت يواصل فيه المغرب تعزيز حضوره بفضل رؤية دبلوماسية قائمة على التعاون والتنمية المشتركة .

الحقائب بدل الأفكار: استراتيجية العسكر في أديس أبابا

مع هذا الفشل المتجدد، لم تجد الجزائر سبيلاً سوى اللجوء إلى "دبلوماسية الحقائب" ، حيث أكدت مصادر مطلعة أن ممرات فنادق العاصمة الإثيوبية شهدت تحركات مكثفة لمبعوثي النظام الجزائري , الذين سعوا إلى شراء الأصوات واستمالة الوفود الإفريقية بطرق غير مشروعة .

ورغم هذه المحاولات، لم تحصل الجزائر على الدعم الكافي , بسبب نزاعاتها المفتوحة مع العديد من الدول الإفريقية ، إلى جانب انعدام ثقة القارة في أجنداتها السياسية .

دبلوماسية فاشلة وعزلة متزايدة

يأتي هذا الفشل في سياق أزمة دبلوماسية خانقة تعيشها الجزائر، حيث تزداد عزلتها الإقليمية بسبب سياساتها العدائية، سواء مع دول الساحل، أو مع إسبانيا وفرنسا وحتى سوريا . فبدلاً من تقديم مشاريع تنموية واستثمارات استراتيجية , تواصل الجزائر الاعتماد على وسائل غير أخلاقية لكسب التأييد ، وهو نهج لم يعد يتماشى مع التحولات التي يشهدها الاتحاد الإفريقي.

المغرب يعزز موقعه القاري

منذ عودته إلى الاتحاد الإفريقي عام 2016, رسخ المغرب مكانته كفاعل رئيسي في القارة , من خلال مشاريع تنموية كبرى وشراكات استراتيجية تهدف إلى تعزيز الأمن والاستقرار في إفريقيا . وعلى عكس الجزائر، التي استخدمت مجلس السلم والأمن لتمرير أجنداتها الانفصالية، حرص المغرب على إعادة المجلس إلى مهامه الحقيقية، المرتبطة بحفظ الأمن القاري .

مستقبل غامض للدبلوماسية الجزائرية

مع اقتراب القمة الإفريقية المقبلة يومي 15 و16 فبراير , يبدو أن الجزائر عاجزة عن تقديم أي رؤية دبلوماسية حقيقية ، مما يثير تساؤلات حول مدى قدرتها على استعادة ثقة القارة الإفريقية . فهل ستواصل اللجوء إلى أساليب قديمة أثبتت فشلها، أم ستدرك أن الزمن قد تغيّر، وأن إفريقيا لم تعد تقبل الممارسات البالية؟

Partager sur :