
تشهد الصيدليات المغربية أزمة غير مسبوقة في توافر الأدوية، حيث تفاقمت ظاهرة انقطاع أصناف حيوية من السوق، مما أثار موجة من الجدل والمخاوف، خصوصًا بعد غياب دواء “ألداكتون” (Aldactone) المخصص لمرضى القلب، إلى جانب نقص حاد في أدوية الأطفال والحقن الطبية الضرورية.
يُعتبر “ألداكتون” من الأدوية الأساسية التي تُوصف لمرضى القلب لتنظيم السوائل في الجسم والحد من مضاعفات القصور القلبي. إلا أن هذا الدواء اختفى من رفوف الصيدليات منذ أكثر من شهرين، ما دفع العديد من المرضى إلى البحث عنه في الأسواق الموازية أو استيراده بطرق غير رسمية، وهو ما قد يشكل خطرًا على صحتهم بسبب احتمالية الحصول على منتجات مقلدة أو غير مطابقة للمعايير الطبية.
لم تقتصر الأزمة على أدوية القلب فقط، بل امتدت لتشمل أدوية الأطفال، حيث نبهت الجمعية المغربية لطب الأطفال إلى نقص خطير في العقاقير الحيوية المستخدمة في علاج الأمراض المزمنة والحالات الحرجة لدى الأطفال. وأكدت الجمعية أن هذا النقص يضع حياة العديد من الأطفال في خطر، خاصة في ظل عدم توفر بدائل مناسبة لهذه الأدوية.
وفي هذا السياق، دعت النائبة البرلمانية حياة لعرايش وزارة الصحة إلى التدخل العاجل لوضع حد لهذه الأزمة التي تهدد الفئات الأكثر هشاشة في المجتمع.
من جانبه، صرح أمين بوزوبع، الكاتب العام لكونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، أن مشكلة انقطاع الأدوية، خصوصًا الحقن الطبية، لم تعد مجرد أزمة مؤقتة، بل تحولت إلى ظاهرة مستمرة تهدد استقرار المنظومة الصحية في البلاد. وأضاف أن غياب الأدوية الأساسية يعكس اختلالات في تدبير المخزون الدوائي، مطالبًا بضرورة تعزيز المراقبة وإيجاد حلول مستدامة تضمن التوزيع العادل للأدوية.
في ظل تصاعد الأصوات المنادية بحل الأزمة، لم تصدر وزارة الصحة حتى الآن توضيحات رسمية بشأن أسباب هذا الانقطاع، فيما يطالب المواطنون بإجراءات عاجلة لضمان توفر الأدوية الحيوية. فهل ستتحرك الجهات المعنية لوضع حد لهذه المعاناة، أم أن المرضى سيظلون رهينة لأزمة الدواء التي تتفاقم يومًا بعد يوم؟