Partager sur :

برلمان.. وأزمة ارتفاع أسعار البيض.. عندما يصبح البروتين قضية وطنية!”

 

 

في خضم الأزمات الاقتصادية، وانشغال المواطنين بارتفاع الأسعار، يطل علينا السيد وزير الفلاحة أحمد البواري بتفسير علمي-اجتماعي مذهل حول سبب ارتفاع أسعار البيض. فبحسب معاليه، فإن المغاربة أصبحوا مدمنين على البروتينات، ما جعل البيض يتحول من مجرد مكوّن للفطور إلى سلعة إستراتيجية أشبه بالبترول!

 

لم نعد نتحدث عن البيض كعنصر بسيط في وجبة “أومليت” صباحية أو كعنصر أساسي في “مسمن معمّر”، بل بات رمزًا للصمود الاقتصادي. فحين تذهب إلى البقال وتسأل عن ثمن البيضة، ستشعر وكأنك تساوم على عقد نفطي، والبقال يجيبك بنبرة واثقة: “السعر ارتفع.. البروتين مطلوب بكثرة!”.

 

بحسب نظرية السيد الوزير، فإن المواطن المغربي، الذي لم يكن يهتم يومًا بتوازن غذائه، قرر فجأة دخول عالم البروتينات. لا ندري إن كان السبب هو انتشار “الجيم” وأحلام العضلات المفتولة، أم أن المغاربة قرروا جميعًا أن يتحولوا إلى أبطال رياضيين استعدادًا لأولمبياد الفقراء.

 

إذا كان السبب الحقيقي لارتفاع الأسعار هو الطلب المتزايد على البروتين، فلماذا لا نجد ارتفاعًا في أسعار اللحوم والأسماك بنفس الوتيرة؟ أم أن البيض هو الحلقة الأضعف، والمنتج الوحيد الذي يمكن للحكومة أن تبرّر ارتفاع سعره دون حرج؟

 

بناءً على هذا التحليل العميق، قد يكون الحل في إقناع المغاربة بالعودة إلى “القهوة والحليب”، أو ربما إطلاق حملة توعوية بعنوان: “أكل البيض بكثرة خطر على الاقتصاد الوطني”. في انتظار ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سيصبح البيض قريبًا عملة نقدية متداولة؟

 

قد يكون البيض في النهاية أكثر من مجرد غذاء، وربما يتحول قريبًا إلى وحدة قياس اقتصادية جديدة، فبدل أن نقول “الدرهم فقد قيمته”، سنقول: “الدرهم  مابقا ساوي حتى بيضة!”.

Partager sur :