
بقلم البكراوي المصطفى البزيوي
السردين ...و بعدما كان اخر الخيارات الغدائية المتبقية لدى الغالبية العظمى من ذوي الدخل المحدود لسد رقمها هاهو اليوم ها هو يكشر عن انيابه و هاج و انتفخ و أصبح قرشا مفترسا يستعصي على المسكين الظفر بوجبة خفيفة منه مع الارتفاع المتزايد لاسعاره او تسمرها المقيت بين 15 و 20 درهم للكيلوغرام الواحد مع ترجيح ارتفاعها مع حلول شهر الصيام و بذلك يكون السردين آخر منتوج حيواني قد يودعه المغاربة بعد امساكهم جبرا مع قلة ذات اليد و حمى ارتفاع الأسعار عن استهلاك اللحوم الأحمر و البيضاء بعد أن باتت هي كذلك مستعصية على المواطن ؟؟؟؟ الذي يعتبر نفسه ابن وطن ؟؟؟ يجب أن يتسع للجميع إذ يقع في جغرافيا حباها الله عز و جل بامتداد على طول 3500 كيلومترا من السواحل المعطاءة الغنية كما و نوعا بأجود الترواث السمكية المعروفة عبر دول العالم و يكفي ان الاخيرة مغرقة حتى الثغور خصوصا الاوربية منها ب 80 بالمائة من مجموع الإنتاج الوطني المغربي من هذه النعمة و الذي يبلغ ما يقارب ملوني طن سنويا على وجه التقريب دون إغفال الأرقام المظلمة المسكوت عنها ......
3.15 درهم هو الثمن المرجعي للكيلوغرام الواحد من السردين من المصدر لتبدأ رحلة تقادفه بين المضاربين و المحتكرين كما كانت تتقادفه أمواج البحر قبل أن يلج شباك غنادرة القطاع و المتحكمين في صبيب العرض و الطلب من أجل استقرار ثمنه حسب مصدر مطلع و الذي اظاف في حديث معه أن الكميات التي تفضل عن المعتاد بيعه يوميا توجه لمعامل صناعة الاعلاف و الاسمدة عوض تصريفها في السوق للمواطن مخافة تراجع ثمنها رغم جودتها و صلاحيتها و حظر القانون لذلك إذ لا يحال قانونا لصناعة الاعلاف و الاسمدة إلا الرأس و الاحشاء المتبقية عن معامل التصبير او السردين المتهالك او القديم او الغير مرغوب فيه لعيب ما ...
كلها أساليب و طرق ملتوية إلى جانب أخرى لا يعلمها إلا من خبر خبايا القطاع و امسك بتلابيب الغوص فيه فتكرس لعقلية أنا و من بعدي الطوفان ضاربين عرض الحائط كل مبادئ الحق في الاستفادة من ترواث الوطن على وجه التكافؤ و المساواة بين جميع المواطنين على اعتبار هذه الثروة السمكية التي لم نذكر منها إلا آخرها في سلم قاموس الترواث البحرية المغربية هو مشترك عام و ملك لجميع المغاربة .
فهل يستحق المواطن المغربي في ظل المعطيات السابقة استهلاك السردين بهذه الاثمنة ؟ و يغض الطرف مدى الحياة عن غيره من الأنواع؟
ام لا يسعه إلا التشبت بقول الأوائل من أجدادنا كم حاجة قضيناها بتركها و كفى و إلى متى ؟