
لا تزال سواحل جهة كلميم وادنون، خاصة بين إقليمي طانطان وسيدي إفني، مسرحًا لمآسٍ إنسانية مروعة، مع تزايد حوادث غرق قوارب المهاجرين غير النظاميين، الذين يغامرون بحياتهم في رحلة محفوفة بالموت صوب جزر الكناري الإسبانية عبر مياه الأطلسي.
وفي هذا السياق، أعربت جمعية "بصائر" بمدينة بويزكارن عن قلقها العميق إزاء استمرار هذه الحوادث الدامية، التي تخلف عشرات الضحايا أسبوعيًا، وسط ما وصفته بـ"الفشل المتكرر في حماية المهاجرين من جرائم شبكات الاتجار بالبشر" و"الممارسات المهينة التي تمس بالكرامة الإنسانية وحقوق الإنسان".
وسجلت الجمعية، ضمن بيان توصل الموقع بنسخة منه، استياءها من الظروف "غير اللائقة" التي يتم فيها دفن جثامين الضحايا، حيث يتم مواراتها في مقابر مجهولة الهوية دون إبلاغ أسرهم أو مراعاة الطقوس الدينية والإنسانية، مطالبة السلطات بفتح تحقيقات شفافة لتحديد المسؤوليات والمتورطين في هذه الفواجع.
كما دعت الجمعية إلى التنسيق العاجل مع القنصليات وسفارات بلدان الضحايا ومنظمات المجتمع المدني، من أجل ضمان نقل جثامينهم إلى أوطانهم متى رغبت أسرهم في ذلك، مع احترام الأعراف الدينية والحقوقية.
وفي تصريح صحفي، شددت جميلة الواني، رئيسة جمعية "بصائر"، على أن "غياب التنسيق المؤسساتي، وتراخي الجهات المسؤولة في التعاطي مع هذه الكوارث المتكررة، يزيد الوضع تأزيمًا"، مطالبة بضرورة "تفعيل الاتفاقيات الدولية التي صادق عليها المغرب لحماية المهاجرين وحقوقهم الأساسية".
يذكر أن المنطقة تعرف منذ أشهر ارتفاعًا لافتًا في محاولات الهجرة غير النظامية نحو أوروبا، عبر سواحل جهة كلميم وادنون، ما جعلها واحدة من أخطر بؤر الهجرة السرية بالمغرب.