Partager sur :

كيف تساهم الأقمار الصناعية في التحقق من مصداقية المحتوى المفبرك بالذكاء الاصطناعي؟

 

السيدة ليلى الزعروري خبيرة في مجال الطيران، وباحثة متخصصة في الأدلة الجنائية الفضائية، ومهتمة بالشؤون القانونية و الإصلاح القضائي.

 

 {جنيف سويسرا }

 

بين الواقع والزيف: دور الأقمار الصناعية في كشف التلاعب الرقمي

 

“مع التطور المتسارع في تقنيات الذكاء الاصطناعي، بات التزييف العميق (Deepfake) يشكل تحديًا متزايدًا، حيث يُستخدم الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى مزيف عالي الدقة، يشمل الصور ومقاطع الفيديو المعدلة بطرق تحاكي الواقع بشكل مدهش. في ظل هذا التقدم، أصبح من الضروري تطوير تقنيات متقدمة للكشف عن هذا النوع من التزييف وحماية الموثوقية الرقمية والمعلوماتية.

 

تلعب الأقمار الصناعية دورًا متناميًا في هذا المجال من خلال استخدام مستشعرات متطورة وأنظمة تحليل بيانات تعتمد على الذكاء الاصطناعي لرصد التلاعب الرقمي في الصور والفيديوهات، سواء على الإنترنت أو في الأخبار والوسائط الرقمية.
يمكن لهذه الأقمار أن تجمع وتحلل البيانات البصرية والرقمية على نطاق واسع، بهدف مقارنتها بالمصادر الأصلية للتحقق من موثوقيتها وسلامتها. كما تتيح تقنيات التحليل الطيفي والراداري الكشف عن التعديلات غير المرئية بالعين المجردة، مما يساهم في مكافحة التضليل المعلوماتي، وتعزيز العدالة، وحماية الحقيقة في العصر الرقمي

 

تحدي الواقع المزيف: الأقمار الصناعية تكشف التزييف العميق، و"صوت وصورة" يكشف تحديات العدالة.


في الفيلم المصري صوت وصورة، تتجلى إحدى القواعد القانونية الراسخة: “الشك يفسر لصالح المتهم”، في سياق يكشف عن التحديات التي يفرضها الذكاء الاصطناعي على الحقيقة والعدالة. يستعرض الفيلم كيف يمكن للتقنيات الحديثة، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، أن تصبح سلاحًا ذا حدين—إما أداة للبحث عن الحقيقة أو وسيلة لتزييفها والتلاعب بالأدلة.

من خلال حبكة درامية مشوقة، يسلط الفيلم الضوء على قضية قانونية معقدة، حيث يتم استخدام تقنيات التزييف العميق (Deepfake) والتعلم الآلي في خلق أدلة رقمية زائفة، مما يضع القضاء في مأزق غير مسبوق. وبينما يحاول المحامون والمحققون التفريق بين الحقيقة والخيال، يبقى المبدأ القانوني القائل بأن الشك يجب أن يفسر لصالح المتهم هو الحصن الأخير في مواجهة هذا التحدي الرقمي.

يطرح صوت وصورة تساؤلات عميقة حول مستقبل العدالة في عصر المعلومات، حيث يصبح كل دليل محل شك، وكل شهادة قابلة للطعن، مما يجبر المجتمع القانوني على إعادة التفكير في أدواته ومعاييره في ظل ثورة الذكاء الاصطناعي .

تقدم المحامي بطلب إلى المحكمة للسماح له بعرض نموذج فيديو مفبرك، تم إنشاؤه باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، لإثبات مدى قدرة هذه التكنولوجيا على تزييف الحقائق والتلاعب بالأدلة البصرية. وتهدف هذه الخطوة إلى إثارة الشكوك حول صحة الأدلة المقدمة، مستندًا إلى القاعدة القانونية التي تنص على أن الشك يفسر لصالح المتهم.

تعتمد خطة المحامي في صوت وصورة على استغلال قاعدة “الشك يفسر لصالح المتهم”، وهو نهج ذكي يتماشى مع المبادئ القانونية الراسخة. في ظل استخدام الذكاء الاصطناعي لتزييف الأدلة، يبدو أن المحامي يدرك أهمية التشكيك في مصداقية المواد الرقمية المقدمة ضده، مما يجبر المحكمة على إعادة تقييم الأدلة بناءً على موثوقيتها.

لقد تمحورت خطته حول إثبات إمكانية التلاعب بالأدلة الرقمية، فقد يكون ذلك استراتيجية ناجحة، خاصة إذا دعمها بخبراء في تحليل البيانات الرقمية أو متخصصين في الأمن السيبراني. ومع ذلك، فإن نجاحه سيعتمد على مدى قدرته على إقناع القاضي وهيئة المحلفين بأن التكنولوجيا الحالية قادرة بالفعل على خلق أدلة زائفة يصعب تمييزها عن الحقيقة.

لكن، إذا كانت خطته تعتمد فقط على التشكيك دون تقديم أدلة مضادة أو إثبات أن الأدلة المستخدمة ضده تعرضت بالفعل للتلاعب، فقد يواجه تحديات قانونية، خاصة إذا لم يكن هناك بديل واضح يبرئ موكله. بشكل عام، تبدو خطته ذكية، لكنها تحتاج إلى تنفيذ دقيق ودعم تقني قوي لضمان فعاليتها .

أسئلة رئيسية حول دور الأقمار الصناعية في كشف التزوير الرقمي

    •  إلى أي مدى يمكن للأقمار الصناعية أن تكون أداة فعالة في كشف التزييف الناتج عن الذكاء الاصطناعي؟
    •  هل تمتلك الأقمار الصناعية القدرة على تقديم أدلة جنائية موثوقة، أم أن هناك تحديات تحدّ من دقتها وموثوقيتها؟
    •  كيف يمكن مقارنة البيانات الفضائية بالفيديوهات المفبركة لاختبار صحتها؟
    •  هل يمكن للأقمار الصناعية التحقق من صحة الأحداث الزمنية والمكانية لمقاطع الفيديو المزيفة؟
    •    ما هي العوائق التقنية والقانونية التي قد تحول دون استخدام صور الأقمار الصناعية كأدلة في كشف التزييف؟
    •  إلى أي درجة يمكن للذكاء الاصطناعي نفسه أن يعزز من دقة تحليل بيانات الأقمار الصناعية لكشف التزييف؟


ملاحظة:
لطالما طُرح عليَّ تساؤل حول المصطلح الأدق: هل الصحيح هو “الأقمار الاصطناعية” أم “الأقمار الصناعية”؟

عند النظر إلى مصطلحي “الذكاء الاصطناعي” و**“الأقمار الصناعية”**، يتضح سبب استخدام التعبير الثاني بدلاً من “الأقمار الاصطناعية”.


إن مصطلح “الأقمار الصناعية” هو الأكثر دقة من الناحيتين اللغوية والعلمية. فالمقصود به أي قمر يدور حول الأرض، سواء كان طبيعيًا، كالقمر نفسه، أو من صنع الإنسان، وهو ما نعنيه عادة بالأقمار الصناعية المستخدمة في الرصد والمراقبة

أما مصطلح “الأقمار الاصطناعية”، فقد يُوحي بأنها نسخ مقلدة أو غير حقيقية، في حين أن الأقمار الصناعية هي كيانات حقيقية تقوم بوظائف علمية وهندسية محددة بدقة.

 

{يتبع }

للاطلاع على دور الأقمار الصناعية في الإثبات الجنائي يرجى زيارة :

https://maglor.fr/arabe/byn-aldalt-walmraqbt-althdyat-alqanwnyt-lastkhdam-alaqmar-alsnayt-fy-althqyqat-aljnayyt

Partager sur :