Partager sur :

مغرب الحضارة: التدخين... آفة تدمّر الصحة والاقتصاد

عزيز رباح - الأربعاء 8 يناير 2025 : يُعَدّ التدخين إحدى أكثر العادات السلبية انتشاراً في العالم، حيث يهدد صحة الأفراد ويستنزف مواردهم الاقتصادية. في المغرب، تتفاقم هذه المشكلة بشكلمقلق، ما يضع المجتمع بأسره أمام تحدٍ يتطلب إجراءات صارمة للتصدي لهذه الآفة التي تلتهم الأرواح وتثقل كاهل الاقتصاد الوطني.

التقرير التالي يلقي الضوء على أضرار التدخين الصحية والاقتصادية، مع دعوة صريحة لتحمل المسؤولية الجماعية لمحاربة هذه الظاهرة.

التدخين: أرقام صادمة ومأساة صحية

أثبتت الإحصائيات التي أصدرتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن التدخين يساهم بشكل مباشر في ارتفاع نسب الأمراض والوفيات في المغرب. وتشمل الأرقام المروعة:

  • 8% من إجمالي الوفيات في المغرب.
  • 75% من وفيات سرطان الرئة.
  • 10% من وفيات أمراض الجهاز التنفسي.

أضرار التدخين على الاقتصاد الوطني

لا تتوقف أضرار التدخين عند الجانب الصحي، بل تتعداه إلى تكلفة اقتصادية باهظة. وفقاً لتقييم أجرته وزارة الصحة سنة 2021:

  • تصل التكلفة السنوية للتدخين إلى أكثر من 5 مليارات درهم، تمثل 8.5% من إجمالي النفقات الصحية.
  • التكاليف الطبية المباشرة تبلغ 60.9% من هذه النفقات، في حين أن تكلفة الوفيات تصل إلى 33%، وفقدان الإنتاجية يمثل 6.1%.

     جاء دلك على لسان وزير الصحة والحماية الاجتماعية، الدي صرّح خلال مداخلته في البرلمان، بأن التدخين يُمثل تهديداً حقيقياً للصحة العامة، مشيراً إلى أن منظمة الصحة العالمية تصنّف التدخين كواحد من أبرز أسباب الوفيات على مستوى العالم، إذ يتسبب في وفاة نحو 8 ملايين شخص سنوياً.

التدخين في المغرب: بين الانتشار والتحديات

بحسب مؤسسة للا سلمى للوقاية من السرطان، يُقدَّر انتشار التدخين بنسبة 18% بين المغاربة البالغين، و41% تقريباً من السكان معرضون للتدخين السلبي. ويستهلك المغاربة سنوياً أكثر من 15 مليار سيجارة، ما يجعل المغرب أحد أكبر مستهلكي الدخان في المنطقة المتوسطية.

كما أن التدخين يُعزى إليه:

  • 90% من حالات سرطان الرئة.
  • 25% من حالات القصور التاجي، بما فيها الجلطات القلبية.

أضرار بيئية تتفاقم

إلى جانب الأضرار الصحية والاقتصادية، يلحق التدخين ضرراً بالغاً بالبيئة. فهو يساهم في تلوث الهواء وتغيير المناخ، ويؤثر سلباً على الفرشة المائية والتربة. كما أن نفايات السجائر العادية والإلكترونية تترك آثاراً بيئية ضارة، وتتطلب موارد كبيرة لتدبيرها.

مسؤولية مشتركة لمحاربة الآفة

رغم اعتراف شركات التبغ بأن التدخين يقتل، لا يزال لوبي السجائر يواصل فرض هيمنته، ما يجعل الضرر أكبر بكثير من الفوائد الضئيلة التي يوفرها كالتشغيل والضرائب.

من هذا المنطلق، تتحمل الدولة بجميع مؤسساتها، والحكومة بمختلف قطاعاتها، إضافة إلى العلماء والأساتذة والأسر ووسائل الإعلام، مسؤولية مواجهة هذه الظاهرة المدمرة.

دعوة إلى العمل

لمواجهة كارثة التدخين، يجب اتخاذ إجراءات شاملة تشمل:

  • حملات توعية فعّالة.
  • تعزيز التشريعات والقوانين لتقليل التدخين.
  • توفير الدعم للإقلاع عن التدخين.

ختاماً، إن التدخين ليس مجرد مشكلة شخصية، بل هو آفة اجتماعية واقتصادية تتطلب عملاً جماعياً حازماً. عسى أن نتمكن من مواجهة هذا التحدي بحزم لنحمي أرواحنا ومجتمعنا من دمار التدخين المتزايد.

Partager sur :