Partager sur :

محمد السادس يعطي انطلاقة منصة جهوية استراتيجية بجهة الرباط - سلا - القنيطرة دعماً لضحايا الكوارث

سلا – 7 ماي 2025
أشرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، مرفوقًا بصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، يوم الأربعاء 7 ماي بجماعة عامر (عمالة سلا)، على إطلاق أشغال إنجاز المنصة الجهوية للاحتياطات ذات الأولوية بجهة الرباط - سلا - القنيطرة، في خطوة استراتيجية تجسد رؤية المملكة لتعزيز المرونة اللوجستية في مواجهة الكوارث.

استجابة استباقية لحالات الطوارئ

تندرج هذه المبادرة ضمن التوجيهات الملكية الرامية إلى إنشاء شبكة من المنصات الجهوية الكبرى مخصصة لتخزين وتوزيع المواد الحيوية الأساسية، مثل الخيام، والأغطية، والأدوية، والمياه، والمواد الغذائية، وذلك قصد التدخل العاجل والفعال في حال وقوع كوارث طبيعية أو صناعية مثل الزلازل والفيضانات والانزلاقات الأرضية أو الحوادث الكيميائية.

وتسارعت وتيرة هذا المشروع الوطني في أعقاب زلزال الحوز في شتنبر 2023، والذي خلف آلاف الضحايا وأبرز الحاجة إلى بنية استباقية تضمن جاهزية فورية.

منشأة استراتيجية على مساحة 20 هكتاراً

يمتد المشروع الجديد على مساحة 20 هكتارًا، وسينجز في غضون 12 شهرًا، باستثمار قدره 287,5 مليون درهم. وسيشمل أربعة مخازن كبرى بمساحة 5000 م² لكل واحد، ومستودعين إضافيين للعتاد، إلى جانب مهبط للطائرات المروحية ومواقف للسيارات. كما سيتيح هذا المشروع توجيه المساعدات بسرعة نحو المناطق المتضررة وفقاً لخصوصيات الجهة ومخاطرها المحتملة.

مشروع وطني يشمل 12 جهة و7 مليارات درهم

المنصة الجديدة هي جزء من برنامج وطني شامل لإنشاء 12 منصة جهوية، باستثمارات تبلغ 7 مليارات درهم، تشمل 2 مليار درهم للبناء و5 مليارات للتجهيز بالمعدات. ويهدف هذا البرنامج إلى تغطية مجموع التراب الوطني وفق معايير العدالة المجالية والكثافة السكانية، حيث ستضم الجهات الكبرى مثل الدار البيضاء ومراكش وفاس أربع مخازن كبرى، بينما ستحظى باقي الجهات بمنصتين لكل واحدة.

تجهيزات شاملة واستقلال لوجستي

تتضمن المنصات تجهيزات متطورة تشمل:

  • الإيواء: 200.000 خيمة مجهزة.
  • التغذية: مطابخ متنقلة وحصص غذائية جاهزة.
  • الماء والكهرباء: وحدات تحلية وتنقية ومولدات متنقلة.
  • الصحة: 12 مستشفى ميداني بـ50 سريرًا لكل منها، ومخزون أدوية.
  • الإنقاذ: معدات مواجهة الزلازل والفيضانات والمخاطر الصناعية.

وستُدار هذه المخزونات من طرف فرق متخصصة وفق معايير الجودة والسلامة لضمان جاهزية دائمة وسرعة تنفيذية في حالات الطوارئ.

نحو سيادة صناعية وطنية في مواجهة الأزمات

من الأهداف البعيدة للمشروع، بناء منظومة صناعية مغربية لإنتاج المعدات والخيام والمولدات، ما من شأنه تقليص الاعتماد على الواردات وتعزيز السيادة الوطنية في تدبير الأزمات.

ويُعد هذا المشروع تجسيدًا للرؤية الملكية التي تعتبر أن أمن المواطن وكرامته أولوية قصوى، وأن العدالة في التدخلات والإغاثة ليست فقط مطلبًا إنسانيًا، بل خياراً استراتيجياً لبناء مغرب أكثر استعدادًا وإنصافًا في مواجهة تحديات المستقبل.

Partager sur :