Partager sur :

مصادر دبلوماسية تستبعد عودة سفيرة المغرب إلى مدريد على المدى القصير

على الرغم من فترات التعاون الأمني والهدوء النسبي التي شهدتها العلاقات المغربية الإسبانية في الأسابيع الأخيرة، فإنّ السمة الغالبة لها منذ استقبال مدريد لإبراهيم غالي، هي التوتر والتوجس، لاسيما بالنسبة للجارة الشمالية، حيث لا يفكر المغرب حاليا في عودة سفيرته في إسبانيا، كريمة بنيعيش، إلى مدريد، وفق ما ذكرت مصادر دبلوماسية.
وبحسب المصادر التي استشارتها الجريدة الإسبانية “لاراثون”، فإنّ الرباط تطالب قبل ذلك، بضرورة مناقشة عدة قضايا وتقديم توضيحات حول المشكلة التي تسببت في الأزمة الدبلوماسية الحالية، والمتمثلة في استقبال زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي.

وأضافت الصحيفة، أنّ هذه الحقيقة، التي كلفت وزيرة الخارجية آنذاك، أرانشا غونزاليس لايا وظيفتها، فسرها المغرب على أنها هجوم مباشر من قبل بلد يعتبر نفسه صديقًا، لاسيما بعد التصعيد بين المغرب وجبهة البوليساريو حول معبر الكركرات الحدودي السنة الماضية.

وأشارت المصادر الآنف ذكرها، إلى أن القمة بين البلدين، المؤجلة عدة مرات، لم تؤرخ حتى الآن، واستشهدت بقضية اتفاقية الصيد مع الاتحاد الأوروبي، التي تسمح لـ 92 قاربا إسبانيا بالصيد في المياه المغربية، في إطار بروتوكول ينتهي العام المقبل، لكن سيبدأ التفاوض بشأنه في أواخر غشت أو أوائل شتنبر.

وقالت الصحيفة الإسبانية، إن اتفاق الصيد البحري الموقع بين البلدين، بلا شك، هي أحد الأصول التي ستطرحها الرباط على الطاولة في إطار عملية تطبيع العلاقات الدبلوماسية الكاملة، والتي، بحسب المصادر، سـ”تقطع شوطا طويلا”.

وتم الترحيب في الرباط بتعيين وزير الخارجية الجديد خوسيه مانويل ألباريس، الذي كان سفيرا في باريس، وكذلك التصريحات الأخيرة لرئيس الحكومة، بيدرو سانشيز، بمعنى أن هذا التطبيع ضروري، “ولكن هناك أشياء أخرى يجب مناقشتها، كما أن هناك معاهدة مصايد الأسماك، وهي قضية ذات صلة حقًا، تردف المصادر.

ولفتت القصاصة الإخبارية، إلى أن كريمة بنيعيش، دبلوماسية مرموقة تحظى بثقة كبيرة من الملك محمد السادس، غادرت إسبانيا بعد أن استدعتها خارجيتها لإجراء مشاورات عاجلة، وقالت بنيعيش، في إشارة إلى استقبال غالي، إن هناك أعمالا لها عواقب، ولا بد من افتراضها”، مضيفة أن العلاقات بين دول الجوار والأصدقاء يجب أن تقوم على أساس “الثقة المتبادلة التي يجب العمل عليها ورعايتها”.

وأضافت المصادر ذاتها، أن الموقف المغربي يبقى حازمًا على الرغم من مبادرات إسبانيا، المتمثلة في إقالة أرانشا غونزاليس لايا، وتعيين وزير خارجية جديد، كما أن طرح معاهدة الصيد البحري على الطاولة، تظل مسألة ذات أهمية حيوية للقطاع.

Partager sur :