Partager sur :

عندما صرح بوتفليقة من الرباط : الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في الصحراء

رحيل الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة جعلني أستعيد ما بقي عالقا في ذاكرتي حول زيارة قام بها هذا الأخير إلى المغرب سنة 1975 ، وكنت حينئذ قد التحقت بوكالة المغرب العربي للأنباء.
 ففي يوم من أيام شهر يوليوز من تلك السنة ، أتذكر أن رئيس التحرير المرحوم عبد العزيز المجاطي ، طلب مني التوجه على وجه السرعة إلى مطار الرباط  سلا لتغطية مغادرة وزير خارجية الجزائر عبد العزيز بوتفليقة إثر زيارة قام بها للرباط  استقبله خلالها الملك الراحل الحسن الثاني ، كما طلب مني محاولة الحصول من الوزير على تصريح حول موضوع زيارته للمملكة ومحادثاته مع الملك .
 وهي زيارة كما علمنا فيما بعد، كان محورها العلاقات بين البلدين الجارين وعزم المغرب على تحرير صحرائه من الاستعمار الاسباني ، حيث لم يكن يفصلنا عن الحدث الأعظم، "المسيرة الخضراء"،  سوى شهور قليلة.

 دخلت القاعة الشرفية بالمطار قبل وصول موكب الوزير... غير بعيد عن البوابة المؤدية إلى أرضية المطار كانت ترسو طائرة جزائرية صغيرة، ومحركاتها في حالة تشغيل، بينما كان بعض العمال يصعدون إليها محملين بأكياس كرطونية كبيرة، علمنا من بعض الحاضرين أنها تتضمن منتوجات من الصناعة التقليدية، هدية للضيف الجزائري.

بعد دخوله صالون القاعة الشرفية رفقة نظيره المغربي أحمد الطيبي بنهيمة، قدمت له ، كما جرت العادة، كؤوس من الشاي والحلويات المغربية ، قبل أن أتقدم إليه ممسكا بمكرفون جهاز التسجيل ، فطرحت عليه سؤالا عن زيارته وفحوى محادثاته مع جلالة الملك، فأجاب بوتفليقة، بعد توجيه الشكر لـ"الأشقاء" المغاربة على كرم الضيافة، بالقول:
 "أود التأكيد بهذه المناسبة، أن الجزائر لا ناقة لها ولا جمل في الصحراء"، قبل أن يضيف أن الجزائر "تدعم المغرب وموريتانيا وتتضامن معهما لتحرير هذه الأراضي من الاستعمار الاسباني". 

فور عودتي إلى الوكالة طلب مني رئيس التحرير أن أسلمه التسجيل الخاص بالوزير الجزائري ، وتوجه به رأسا إلى مكتب المدير العام المرحوم عبد الجليل فنجيرو  قصد الاطلاع على فحواه ، قبل أن أتولى  تفريغه على الورق وبثه في شبكة الوكالة. 

 وأتذكر أن هذا التصريح حظي باهتمام خاص من قبل الدوائر السياسية ووسائل الإعلام الوطنية والدولية...
والواقع أن الموقف الذي عبر عنه بوتفليقة بخصوص قضية الصحراء ، هو ذات الموقف الذي سبق أن أعلنه رسميا وعلى رؤوس الأشهاد الرئيس هواري بومدين أمام القمة العربية بالرباط في نوفمبر 1974 ، وتبين أن ذلك كله لم يكن سوى مجرد ذر للرماد في العيون ومحاولة مفضوحة للتغطية عن أطماع النظام الجزائري في الأراضي الجنوبية المغربية والهيمنة في المنطقة.

الصحافي علي بن استيتو

Partager sur :