Partager sur :

"قلعة مكونة ..حين تعود المياه إلى مجاريها… لكن أيُّ مجرى؟ بين كلاسيكو الليغا و”كلاسيكو العبث”"

 

في الوقت الذي يستعيد فيه الدوري الإسباني الممتاز شيئًا من توازنه، وتشتعل المنافسة على اللقب بين ريال مدريد وبرشلونة بفارق سبع نقاط فقط، يتساءل عشاق المستديرة: هل تُحسم “الليغا” قبل صافرة الجولة الأخيرة؟ أم أن مفاجآت الكلاسيكو ما زالت تخبئ الكثير؟ إنها كرة القدم الإسبانية حيث لا مكان للمستحيل، و”الريمونتادا” احتمال دائم.

لكن على الضفة الأخرى، في قلب الجنوب الشرقي المغربي، وتحديدًا في قلعة مكونة، تعود المياه إلى مجاريها هي الأخرى، ولكن ليس على وقع أهداف ميسي أو انقلابات في الترتيب. هنا، “الفيشطة” انتهت، والمشهد بعد الحفل يبعث على الأسى.. أوساخ مبعثرة، بنية تحتية متهالكة، ووجوه انتفخت بين ليلة وضحاها بفعل نفوذٍ طارئ أو صفقة انتخابية عابرة وقس على ذلك صفقات ريع حفلٍ موسميٍّ باهت.

بمدينة الورود قلعة مكونة، وبدل أن تُخاض معركة تنموية حقيقية، توزّع أموال المال العام على المقاسات، وتُفصّل التحالفات كما تُفصّل الألبسة. ترتفع الشعارات، وتُؤجل التنمية، ويُهمّش الفقراء مجددًا في انتظار “فيشطة” قادمة، قد لا تأتي.

هنا، لا ريمونتادا في الأفق، ولا صراع على الصدارة. هناك فقط تكرار لمواسم من العبث السياسي والتمثيليات التنموية، حيث يُطلب من الناس أن يصمتوا، أن يعودوا إلى مساكنهم، أن يقبلوا بحالهم كما هو… وأن ينتظروا “العرض القادم”.

هل من نهاية لهذا السيناريو المتكرر؟
أم أن قلعة مكونة ستظل رهينة لمشهد تتكرر فصوله مع كل “مناسبة”؟
من مراسلاتنا ..بتصرف.

Partager sur :