
تحناوت – السبت 4 يناير 2025
م-النوري.
في خطوة اعتُبرت استجابة مباشرة للانتقادات التي أثارتها الصحافة الوطنية، بما في ذلك منصة منبر Maglor، حط وفد حكومي رفيع المستوى من وزارة الداخلية، برئاسة المنسق الوطني للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الرحال يوم الجمعة 3 يناير بإقليم الحوز، في إطار زيارة ميدانية لتقييم تقدم أشغال إعادة الإعمار بالمناطق المتضررة جراء الزلزال المدمر الذي هز المنطقة.
الزيارة انطلقت باجتماع هام احتضنه مقر عمالة الحوز بمدينة تحناوت، حيث ناقش الوفد رفقة المسؤولين الترابيين أبرز التحديات التقنية التي تعيق إعادة البناء في المناطق الجبلية التي أصبحت غير قابلة للتعمير بفعل الأضرار الهيكلية. وتمحور النقاش حول استراتيجيات بديلة لإعادة إسكان المتضررين في أماكن أكثر أماناً، بما يضمن احترام المعايير التقنية والبيئية.
وفي خطوة لتعميق الفهم الميداني للوضع، انطلق المنسق الوطني بمعية عمال أقاليم الحوز وشيشاوة وتارودانت في جولة جوية بواسطة مروحية. الزيارة مكنت الوفد من معاينة الأوضاع على الأرض ورصد التحديات التي تواجه عمليات البناء، خاصة في الجماعات الترابية الواقعة بالمناطق الوعرة.
الجولة كشفت حجم الدمار الذي جعل بعض المناطق غير قابلة للتعمير حالياً، ما يتطلب إيجاد حلول جذرية ومستدامة. الوفد التزم بمواصلة الجهود لإعداد برامج تأهيلية تتماشى مع الواقع وتلبي حاجيات السكان المتضررين.
الزيارة تأتي في ظل تصاعد الاحتجاجات من قبل عدد من الأسر المتضررة التي عبرت عن استيائها من البطء في تنفيذ برامج إعادة الإعمار، سواء بسبب تأخر صرف الدعم المالي أو الإشكالات المتعلقة بالحصول على تراخيص البناء. هذه الاحتجاجات أظهرت حاجة ملحة لتسريع التدخل الحكومي وتفعيل آليات دعم مباشر تلبي تطلعات المواطنين الذين يعانون منذ أشهر من تداعيات الكارثة.
الوفد أكد، عقب الاجتماع والجولة الميدانية، أن الحكومة ملتزمة بتجاوز هذه التحديات من خلال دعم التنسيق بين كافة المتدخلين المحليين والوطنيين. وشدد على أهمية توفير بدائل عملية تتلاءم مع طبيعة المنطقة الجبلية وتعقيداتها، مع ضمان استمرارية الحوار مع المتضررين لامتصاص غضبهم وتوضيح الخطط المستقبلية.
ختاماً، تعكس هذه الزيارة إصرار السلطات على إعادة الحياة إلى المناطق المتضررة من الزلزال، لكنها أيضاً تضع تحدياً كبيراً أمام المسؤولين لضمان تنفيذ الوعود على أرض الواقع بشكل يواكب تطلعات المواطنين الذين ينتظرون بفارغ الصبر حلولاً تُخرجهم من حالة الإحباط.