FR AR
شارك على :

الدروة: بوابة المغرب وافريقيا المنسية . بقلم / الخدير لغرابي

هناك لعبة النسيان وهي رواية مغربية صدرت سنة 1987  يمارس  فيها الراوي المغربي محمد براده لعبة النسيان كنوع من الهروب من الآلام والاوجاع ويدعو الى استحضار الذكريات والشروع في تشخيص متخيل للشيء العزيز المفقود المفتقد  وتتمحور الفكرة حول فقدان الام و تتسلسل الاحداث.

 اما موضوعنا في هذا المقال حول مدينة النسيان  نظرا للظلم الذي تتعرض له من طرف المسؤولين على تدبير شؤونها.
 هي مدينه تعتبر بوابة للمغرب وافريقيا نظرا لقربها الجغرافي لمطار محمد الخامس الدولي ومروري عشرات الرحلات الجوية ان لم نقل المئات عبر مجالها الجوي وتستمد مدينة النسيان اسمها من أشجار الدرو الذي اشتهرت به عبر الزمن لتاخذ اسم الذروة اسما لها.
 لكنها وقعت في ذاكرة النسيان لدى المسؤولين ولم تحصل على مكانة تليق بموقعها الاستراتيجي عبر الطريق الوطنية رقم تسعة  وقربها لمدينة الدار البيضاء بحوالي بضع كيلومتر لم يشفع لها لكي تتبوء مركزا مرموقا يليق بها وبساكنتها سواء تلك التي تعتبر ساكنة محلية او تلك التي فضلتها للاقامة  من بين باقي المدن المغربية.  بل حتى المستثمرين الذين فضلوا الاستثمار بها  في مجال العقار والتجارة بصفة عامه.
 مدينة الدروة او مدينة النسيان لا تتوفر على المرافق الحيوية التي تعطيها صفة مدينة بكل المقاييس،  فهي لا تتوفر على مفوضية للامن الوطني رغم تحولها من المجال القروي الى الحضري ومسألة ضبط الأمن اوكلت الى رجال الدرك الملكي رغم قلة عناصرهم وشساعة التراب الإداري الذي يدخل نطاق مسؤوليتهم فهم يقاومون اكراهات تطور المدينة على المستوى الديمغرافي والجغرافي وما يترتب على هذين العاملين فقط، بحيث ان نسبة الجريمة اصبحت في تطور تصاعدي مقلق رغم تسجيل المدينة مؤخرا لحضور وازن لعناصر الدرك الملكي الجدد،  جعل الساكنة تشعر بشيء من الأمان  بالنظر لحجم التسيب الذي كانت تعيشه المدينة قبل حلول هذه العناصر، ورغم ذلك يبقى حضور الأمن الوطني مطلبا شعبيا من طرف الساكنة بهذه المدينة .
و إضافة الى الجانب الامني هناك مشكل صحي بحيث ان المدينة لا تتوفر على مستشفى ولا قسم للمستعجلات لكي يواكب التطورات والانفجار الديمغرافي الذي عرفته المدينة في السنوات الاخيرة،  والخدمات الصحية تركت لمركزها الصحي الذي ليس له من الوظيفة سوى  الاسم، حيث انه يقوم بدور الارشاد وتوجيه المرتفقين بضرورة التوجه نحو مستشفيات المدن المجاورة  كمدينة برشيد او مديونة او العاصمة الاقتصاديه الدار البيضاء.
 مدينه النسيان  او ما تعرف باسم مدينة الدروة لا تتوفر على المدارس ، الاعداديات ولا الثانويات الكافية لتمدرس التلاميذ،  اما الحديث عن

الجامعة فهو وحي من الخيال،  دون ان ننسى الحديث عن معهد التكوين المهني، لانه لا وجود له ومن يغادر الدراسة لسبب من الاسباب يجد عالم المخدرات في الانتظار،  ومن يسلم من شر هذه الافة يمتهن تجارة بسيطة غير نظامية وغير مهيكلة بل حتى الاسواق النموذجية لا وجود لها،  حالها كحال المنتزهات او ملاعب القرب  بل حتى ترقيم الازقة او تسمية الشوارع وتشوير الطرق لم يسلم من بطش النسيان والإهمال. 
 فمدينة الدروة ايها السيدات والسادة بدون تشوير للطرق ولا  ترقيم للازقة ولا تسمية للشوارع ، أليس عيبا ان تترك مدينة بخصائص مدينة الدروة وموقعها المتميز في لائحة الانتظار بدون تنمية ولا مرافق لساكنة تقدر ب 100.000 نسمة والشيء الوحيد الذي يعرف التطور هو قطاع العقار الخاص وقطاع التعليم الخصوصي والجمعيات التي يصل عددها الى 300 جمعيه تقريبا ونسبة الفاعل منها لا يتجاوز عدد اصابع اليد ،كما ان باقي المرافق من قبيل القباضة او ملحقة للضمان الاجتماعي على اقل تقدير او مركز  تسجيل السيارات و العربات غير موجود عبر ترابها الاداري والساكنة تنتقل الى مدينة برشيد للحصول على خدمات هذا المركز، و الوقاية المدنية وما ادراك مع دورها في الحفاظ على الأرواح والممتلكات غير متوفر كذلك ،  بل حتى مقر الدرك الملكي يوجد خارج ترابها ويتواجد بمنطقة النواصر التابعة إداريا لمدينة الدار البيضاء. 
 ولسوء  الحظ خاب أمل الساكنة التي كانت تمني النفس بزيارة ملكية كانت مقررة قبل جائحة كورونا كما أخبرنا ساعتها،  فاستعد المجلس البلدي حينها لهذه الزيارة بترقيع للشوارع وصباغة جوانب الأرصفة وتم تنظيف واجهة المدينة و بعض الشوارع الرئيسية، وهو ما لم تعده الساكنة من قبل،  لكن وقع ما وقع فلم يكتب لهذه المدينة شرف تلك الزيارة المولوية التي كانت ستغير الكثير وتفضح المستور. وربما أن إلغائها جاء نتيجة غضبة ملكية لحالها.خصوصا أن المدينة بها مطرحا عشوائيا وسط الأحياء السكنية يفسد صحتهم و بيئتهم. 
و رغم ذلك يبقى الأمل بزيارة ملكية في عهد الحكومة الجديدة بعد ان يرفع الله عنا هذه الجائحة  لكي يقف كل وزير على مسؤولية وزارته، سواء تعلق الأمر بالجانب الأمني او الصحة او التعليم وباقي الخدمات   والالتزامات والحقوق الدستورية والقانونية بل حتى الاخلاقية اتجاه مدينة حكم عليها بالدخول الى زنزانة النسيان والإهمال،  فمتى تحظى مدينة الدروة بالمكانة التي تستحق نظرا لما سبق ذكره وأمور اخرى سيعرفها المسؤولون في حالة توفر الإرادة  السياسية لتغيير هذا الواقع المرير،  ورغم كل ذلك يبقى الأمل  و الثقه في الحكومة الجديدة   وعامل صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله باقليم برشيد والسيد باشا بلدية الدروة ورئيس المجلس البلدي المنتخب الجديد سلاحنا نحو مستقبل أفضل.

Partager sur :