FR AR
شارك على :

أمير الطوارق يبايع السلطان محمد الخامس ويرفض مخطط تقسيم الصحراء بقلم محمد حمادة الأنصاري من مالي

الصحراء المغربية، يكشفه الشيخ محمد علي الأنصاري رحمه الله، الذي كان قد ‎ سبق له أن بعث برسالة إلى جلالة الملك محمد الخامس قدس الله روحه، يشرح ‎ فيها موقفه وموقف بلاده بأنهم لن يرضوا إلا الانضمام مع أصلهم المملكة ‎المغربية، حيث كان محمد على الأنصاري رحمه الله، قد التقى بجلالة الملك ‎ محمد الخامس طيب الله ثراه بفرنسا سنة 1931، في استقبال خص به الرئيس ‎الفرنسي جميع عظماء مستعمرات فرنسا المدعوين، حيث استغل محمد علي الفرصة، ‎

وبايع ملك المغرب إمام الجميع، مجددا له بيعة الآباء والأجداد، الماضية ‎ لآباء الملك العظيم وأجداده سلاطين المغرب، على الطريقة الإسلامية ‎ المعهودة، فسأل الرئيس ابن كبرية حول ما كان يدور من كلام بين جلالة ‎ المغفور له محمد الخامس وأمير الطوارق، ففسر له ابن كبرية كلمات البيعة ‎ الإسلامية، فنظر الرئيس الفرنسي إلى محمد علي الأنصاري قائلا: إنكم‎ أنتم الطوارق لا تزالون تفكرون في أسيادكم الماضية فأجابه " نعم أيها ‎ الرئيس".‎

  وفي سنة 1946 اجتمع الرئيس الفرنسي على جمع صحراء المغرب الموزع بين ما ‎يسمونه موريتانيا والسودان الفرنسي والجزائر ويشكلوا دولة تسمى صحراء ‎فرنسية في أفريقيا الغربية، ولما تيقنت فرنسا أن دويلات افريقية ستستقل ‎

فيما بعد لا محالة، وقررت فرنسا تعييني للخدمة في تكوين الصحراء يضيف الأمير محمد علي الأنصاري رحمه الله  فرفضت ‎الإغراءات الفرنسية، قائلا لهم بان الصحراء مغربية، ولابد أن تسلم القوى ‎ الاستعمارية الحقوق لأصحابها، فلما يئست الحكومة الفرنسية من رفض محمد علي ‎ الأنصاري لمقترحاتها، أرادت المكر به في سنة 1948، فهاجر بعائلته باسم الحج‎ إلى السعودية، واستقر هناك ثلاث سنوات في ضيافة الملك السعودي فيصل رحمه ‎ الله، وألحق أبناءه بالمدارس المصرية، فصار يبث الدعوة للتعليم، حيث قام ‎بإرسال العديد من أبناء الطوارق إلى السعودية وليبيا ومصر، وأنفق عليهم عن ‎ طريق الحوالات البنكية، فلما ظهر ذلك للحكومة الفرنسية سنة 1953، أصدرت ‎الأوامر إلى البنوك، بمنع قبول الحوالات البنكية، للطلاب الطوارق في بلاد ‎ العرب، ليتعلموا العربية، فأرادت القبض عليه في نفس السنة، ليترك الوطن في ‎اتجاه السعودية، التي كان يحظى فيها بمكانة، واهتمام خاص من الملك السعودي،‎فمكث هناك إلى حدود سنة 1956، فلما بلغه رجوع جلالة الملك محمد الخامس طيب‎ الله ثراه من المنفى واستقلال المغرب، رمى الجنسية الفرنسية، وبدلها ‎ بالجنسية المغربية، في أول سفارة للمغرب بالسعودية، حيث ظل محمد علي ‎ الأنصاري رحمه الله، وفيا لعهده، ومتمسكا ببيعة الآباء والأجداد لملوك ‎ المغرب، حيث كان دائما يردد الحديث النبوي الشريف: " من مات وليس في عنقه ‎بيعة مات ميتة الجاهلية " إلى أن وافاه الأجل صيف 1994بمدينة تمارة، تاركا‎ وراءه مسيرة تاريخية من النضال، والكفاح ضد المستعمر الفرنسي، دفاعا عن ‎الكرامة والحرية ومواقفه الشجاعة والثابتة دفاعا عن القضايا العادلة للمملكة المغربية الشريفة والإخلاص والبيعة الشرعية للعرش العلوي المجيد

Partager sur :