FR AR
شارك على :

الجزائر وسياسة العداء اتجاه المغرب بقلم الخدير لغرابي

يعبر موقف الجزائر الأخير حول إغلاق المجال الجوي أمام الطيران المدني والعسكري المغربيين توجها استراتيجيا للدولة الجزائرية اتجاه المصالح العليا للمغرب ، وهو ما يجعل كل متابع للعلاقات المغربية الجزائرية يعي الغاية من خلق دولة وهمية و محاولة النيل من الوحدة الترابية للمملكة المغربية، وهنا يمكننا تصور السيناريو الذي كانت الجزائر ستفرضه على المغرب لو أنها نالت من الوحدة الترابية للمغرب بالاقاليم الجنوبية وسيكون أول قرار للعسكر الجزائري هو فصل المغرب عن امتداده الافريقي وتقويد المصالح الاقتصادية للمملكة المغربية ،فقد كان من الممكن ان يكون الأمر محرجا لو كانت البلاد ضعيفة وتفصلها دويلة عن العمق الافريقي تابعة للجزائر. لكن إصرار المغرب على التمسك بحقوقه وفضح أجندة الجزائر بالملتقيات الدولية جعلها تفقد صوابها وتدخل في حرب خاسرة كلفتها أكثر من 500 مليون دولار أمريكي على قضية خاسرة في الوقت الذي استثمر فيه المغرب نفس المبلغ تقريبا في الاستثمار بالاقاليم الجنوبية وهو ما جعل الجارة الشرقية تفقد صوابها مما جعلها تكشف عورتها من بعد ما كانت تدعي انها غير معنىية بملف الصحراء المغربية مستغلة شغور مقعد المغرب بمنظمة الإتحاد الافريقي كردة فعل من المغرب اتجاه خروج المنظمة عن الهدف الأسمى من تأسيسها بمشاركة المملكة.
لكن اليوم أصبح المغرب بعد عودته إلى مكانه الطبيعي بمؤسسات القارة الأفريقية السياسية منها والاقتصادية، بل حتى الرياضية ودخوله في تحالفات دولية وازنة خصوصا مع الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها واستغلال المملكة لوصول اليهود المغاربة إلى السلطة بإسرائيل وما يشكله ذلك من لوبي قوي للضغط في اتجاه الدفاع عن المصالح العليا للمغرب دون المساس بحقوق الدول الصديقة والشقيقة وفلسطين مثالا لذلك دون الحصر، زيادة على ذلك قوة الاستثمارات التي تدفقت على المملكة المغربية في إطار الاتفاقيات المبرمة في إطار جنوب جنوب او اتفاقيات التبادل الحر...
هذا وقد عبر عاهل المغرب جلالة الملك محمد السادس نصره الله في أكثر من مناسبة عن مد يده للشقيقة الجزائر ضاربا لها مثلا بأن المغرب والجزائر يعتبران توأما ،ما ضر أحدهم ينعكس على الآخر، وهو ما لم تقابله الجزائر بنفس التوجه بل صارت تتحرش أكثر فأكثر بمصالح المغرب العليا وهو ما جعل المغرب مجبرا على التعامل مع السلطة في الجزائر بنوع من الصرامة والحزم دون المساس بمصالح الشعب الجزائري الشقيق .
 

Partager sur :