
الذي لم يستطع فهمه الكثير من الجزائريين والمغاربة أن العلاقة بين المغرب والجزائر وجبت أن تبنى على قيم الدين والأخلاق والعرق، المغرب والجزائر بلدان شقيقين من جميع المناحي، الدين واللغة والثقافة والعرق ...، لا يجب أن تبنى العلاقة على المصلحة حتى إذا انقضت المصلحة انقضت العلاقة، التفرقة غاية يطمح إليها أفراد لهم منفعة بالتفرقة وبإصرار الطرفين على إشعال فتنة التفرقة قد تؤول الأمور إلى ما لا يحمد عقباه، أغلب الداعين إلى التفرقة هم ذباب إلكتروني أو متأثرون بالذباب الإلكتروني، فمواقع التواصل الاجتماعي بها خواريزمية تجعل التعليقات السلبية الداعية للكراهية تطفو لتحجب التعليقات الإيجابية، وبعد الملاحظة والتحري تجد أن هذا الكلام صائب وواقع، حيث إذا دخلت لمنشور يلمح للعداوة بين المغرب والجزائر لوجدت التعليقات الداعية للكراهية طَافِيةً، سواء تعليقات المغاربة أو الجزائريين، ليتم في الأخير حجب التعليقات الإيجابية الرامية لِلَمِّ الشمل وإعادة روح التضامن والوحدة، الإعلام شريك في الجرم أيضا فلا تخلو الكثير من المقابلات من الدعوة إلى التفرقة مع إضفاء صفة الضحية وجعل الطرف الآخر هو الشرير، لا يمكن أن يكون كل الأشخاص الذين تم القيام معهم بمقابلة حول رأيهم في ما تؤول إليه العلاقات المغربية الجزائرية يكرهون الطرف الآخر، سواء أ كانت هذه المقابلة الصحفية مغربية أو جزائرية، إلا إن كانت المقابلات الصحفية سوى عبارة عن مسرحية يلعب المواطنون فيها دورا مع سبق الإصرار والترصد.
المغرب قبل التطبيع كان كل مواطنيه يكرهون إسرائيل ويدعون عليها بالزوال لكن ما إن جاء التطبيع من الطبقة المغربية الحاكمة حتى أصبح الكثير من المغاربة يثمنون العلاقات مع إسرائيل، وهذا ينطبق على الجزائر أيضا فلو خرجت الطبقة الحاكمة وقالت أن المغرب بلدا وشعبا هم إخوان وأشقاء لدولة الجزائر ولا فلاح بإغلاق الحدود وكل الصلاح في لَمِّ الشمل، لَخرج الجزائريون يثمنون هذه الخطوة ناسين تصريحات العداوة التي صرحوا بها سابقا، هؤلاء يدعون بالباذنجايين حيث يتبعون الحاكم في كل قراراته سواء كانت صائبة أو خاطئة، فقد حُكيَ أن حاكما طلب من خادمه إحضار الباذنجان فمدح الخادم الباذنجان وقال الحاكم أنه سبق أن أكل الباذنجان فَضَرَّه في بطنه، فعاد الخادم ليذم الباذنجان، فقال له الحاكم ويحك أتمدح الشيء وتذمه في نفس الوقت؟، فأجاب الحاكمَ بقوله، "يا سيدي أنا خادم للملك وليس للباذنجان"، أي أن الباذنجايين يتبعون الحاكم نفاقا ولا خير في هؤلاء.
قال الجزائريون أن السلطة الأعلى في البلاد لو لم تَرَ ضررا في إبقاء الحدود الجوية مفتوحة لما أغلقتها، لأي عقل يحتكمُ هؤلاء؟، هل ستمر الطائرات المغربية لغاية غير غاية المواصلات؟
في الأخير وليس آخرا إن التفرقة غاية الأعداء ونحن بيادق نقوم بهذه المهمة على أكمل وجه.