
الحنكة السياسية لحزب الأصالة و المعاصرة جعلته يتصدر اعتلاء أهم مراكز القرار بإقليم أزيلال و جهة بني ملال - خنيفرة . في المقابل لم يحصد التجمع الوطني للأحرار إلا خيبة أمل لا تتناسب مع الاصوات المحصل عليها.
فاختيارات حزب الجرار للتحالفات المناسبة في الأوقات المناسبة خدم الحزب و حليفه حزب السنبلة في المقابل فان الطرق التي انتهجها حزب الحمامة في التحالف أعطت نتائج عكسية له و لحليفه حزب الحصان.
في نفس الإتجاه أحسن حزب السنبلة اختياراته لحلفائه خصوصا تحالفه مع حزب الجرار الذي أعطى دفعة قوية للفوز بالمرتبة الثالثة بالبرلمان و موقع مهم بالجماعات المحلية بشكل عام .
أما حزب الميزان الذي دخل السباق معتمدا على قوة جناحه النقابي و تجربة مرشحه البرلماني و التنسيق الوطني لم تمكنه إلا من الحصول على المرتبة الرابعة في دائرة ابزو-واويزغت .
أما حزب الحصان و اختزاله في شخص واحد و بعد الأتباع . وتجميد نشاطاته من موسم الإنتخابات الى آخر و سوء قراءته للواقع جعله يخسر مقعده البرلماني ، و يحتفظ برئاسة جماعة ابزو بشق الأنفس .
و تجدر الإشارة إلى أن هذه النتائج تبقى موضوعية و منتظرة للمهتمين حيث أن نجاح الأصالة و المعاصرة و حسن تدبيرها للمعركة الإنتخابية ناتج عن اهتمامها بالمسألة التنظيمية كمسألة جوهرية داخل الحزب حيث تعتمد هيكلة معبرة عن مختلف التشكيلات الإجتماعية . كما تعتمد على طاقات مبدعة ومناضلة بمختلف القطاعات معتمدة على فلسفة تشاركية متنوعة تمكنها من التوفر على دراسات و أبحاث ميدانية خاصة بها عكس باقي الأحزاب التي ترجع دائما الى المعطيات الرسمية بما فيها الأحزاب الراديكالية حين إعدادها للتقارير الخاصة بمؤتمراتها . ناهيك عن العمل الجماعي و اتخاد القرارات ديمقراطيا من مناضلين أكفاء و مختصين . ثم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب . ناهيك عن تضحيات مناضلي الحزب المادية و المعنوية.
أما حزب الأحرار فهشاشة تنظيمه إقليميا جعلته يسيء استثمار الكم الهائل من الأصوات التي حصل عليها . و التي كانت ناتجة بالأساس عن البرنامج الوطني للحزب الذي قاد أكبر حملة وطنية على الاطلاق.
كما أنه استقطب أجود اللاعبين عفوا السياسيين من مختلف الأحزاب لتخوض المنافسات بقميص الحمامة في هذه الإستحقاقات .
أما بجماعتي ابزو و ارفالة فكان بإمكان الحمامة أن تكتسح الميدان بحكم الإستعداد القبلي بحوالي سنة حيث تم تأسيس فرعي الحزب و العمل من أجل كسب رهان الإنتخابات لكن في آخر لحظة تم إهداء كل هذا المجهود في طابق من ذهب و دون مقابل لحزب الجرار .
إدا فان كان التفسير الوحيد لها هو الرغبة في خدمة الحصان فلقد كانت حماقة سياسية جنت عليهما معا و خدمت الخصم حزب الجرار و حليفه السنبلة الذي استفاد من نزع الأصوات للحصان خصوصا في جماعات ابزو و ارفالة و تكلفت وبلدية أزيلال التي أهدى فيها أصواتا للسنبلة لتتقدم الى المرتبة الثالثة فائزة بذلك على مقعد برلماني.
وأشير إلى أن حزب الحمامة لتمويه المسؤولين و المتتبعين عن التفريط اللا مبرر في مجهود مادي و معنوي لما يقارب سنة في ابزو فقد التجا في آخر لحظة الى إعطاء تزكيات عشوائية لمرشحين تم التعامل معهم بشكل لا يمكن أن نقول عنه إلا أنه معاملة مهينة و لا علاقة لها بالأخلاق السياسية مما دفع أغلبهم الى شن حملة مضادة على حزبهم.
كما أن خسارة المنسق الإقليمي لحزب الأحرار بدائرته المحلية و بالتالي فقدانهم رئاسة جماعة أفورار أنساهم فوزهم بالمقعد البرلماني . وجعلت الحزب يفقد البوصلة و يخسر مواقع المسؤولية التي لا تتناسب مع الأصوات المحصل عليها داخل الجماعات الترابية بما فيها المجلس الإقليمي لأزيلال و جهة بني ملال خنيفرة.