عزلت وزارة التربية ما يُقارب الـ4 آلاف أستاذ في الأطوار الدراسية الثلاثة (ابتدائي، متوسط وثانوي) من قطاع التربية، بسبب مشاركتهم في الإضراب الذي دعا إليه المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس ثلاثي الأطوار "كنابست"، بعدما أقرت العدالة بـ "عدم قانونيته".
وأوضح مصدر عليم بأن الإجراءات التي أقرتها وزارة التربية الوطنية تندرج في إطار تطبيق القانون في حق الأساتذة المستجيبين لنداء الإضراب الوطني الذي انطلق، منذ 30 جانفي المنصرم.
وأوضح المتحدث نفسه أن الوزارة الوصية طبقت جميع الأطر القانونية في تعاملها مع هذه الحركة الاحتجاجية، من تطبيق ما جاء في محضر الاجتماع بين الطرفين المتنازعين (وزارة التربية - كنابست) المؤرخ في مارس 2015، ثم فتح أبواب الحوار، قبل اللجوء إلى العدالة التي أقرت بعدم قانونية الحركة، وبالتالي وجب، حسب المصدر نفسه، إصدار العقوبات القانونية في حق المضربين، على غرار الخصم من الأجور والفصل من المنصب في حال لم يستجب المعنيون للإعذارين اللذين يوجهان إلى كل مضرب.
وأضاف المصدر نفسه أن العدد الإجمالي للأساتذة المفصولين بلغ 4 آلاف على المستوى الوطني، من الأساتذة الذين رفضوا الالتحاق بالمؤسسات التربوية، في حين أكد المتحدث نفسه أن عدد الأساتذة الذين عادوا إلى الأقسام للتدريس يقارب الـ5500، حيث أفاد أنهم "اقتنعوا" بـ "عدم جدوى مواصلة الإضراب"، وأنهم تفطنوا إلى أن النقابة "الكنابست" تعمل على "تجنيدهم في حركة غير قانونية".
من جهتها، كشفت مديرية التربية لولاية بومرداس عن عودة 400 أستاذ إلى العمل وتعليق إضرابهم، فيما أحصت عزل 58 أستاذا رفضوا العمل رغم الإعذارات التي تم تبليغهم بها.
وحسب مديرية التربية، فإن عدد الأساتذة المضربين في تراجع بعد أن كان عددهم 1500 أستاذ مضرب عن العمل، عاد رسميا 400 أستاذ للعمل بعد أن تم تبليغهم بالإعذار الثاني، في وقت عدد الأساتذة هو 10 آلاف أستاذ ونسبة العمل بولاية بومرداس بلغت 82 في المائة.
وكشفت مديرية التربية عن تسبب عدد من الأساتذة المضربين في تحريض تلاميذ في أعمال تخريبية بمتوسطة أحمد مالك بالكرمة ببومرداس وأولاد موسى، وتم تسجيل وفاة تلميذ ببرج منايل بصعقة كهربائية بعد أن خرج مع زملائه للشارع. إلى جانب هذا، قررت مديرية التربية توجيه استدعاءات رسمية للأولياء لأجل تحسيس التلاميذ بخطورة التعرض للتحريض وخطورة الانسياق وراء أشخاص محرضين ضد الإدارة. وأكدت مديرية التربية استخلاف 50 أستاذا، وكشفت عن تعرض بعض الذين تم تعينهم في بعض المؤسسات إلى التهديد ومضايقات من طرف عدد من المضربين الذين رفضوا دخولهم إلى المؤسسات، ما جعل المديرية تلجأ إلى السلطات الأمنية لضمان الحماية وتطبيق القانون.
وتأتي هذه القرارات بعد قربة الشهر من إعلان الإضراب الذي كان نهاية الشهر المنصرم، والذي شلّ الدراسة في العديد من المؤسسات التربوية على المستوى الوطني، وخاصة منها الثانويات، حيث يقبل التلاميذ على مستواها على اجتياز امتحان نهاية التعليم الثانوي "البكالوريا" نهاية الموسم الدراسي الجاري 2017-2018.
من جهتها، كانت وزارة التربية الوطنية قد أقرت نهاية الأسبوع عددا من الإجراءات، التي ينتظر أن تساعد على تعويض الدروس للتلاميذ الذين توقفوا عن الدراسة بسبب الإضراب، وذلك بالاعتماد على الأساتذة المستخلفين، إضافة إلى استغلال أيام السبت وأمسيات الثلاثاء والأسبوع الأول من عطلة الربيع لإلقاء الدروس.
أساتذة “كنابست” في إضراب وطني مفتوح بداية من 30 جانفي
21 يناير 2018آخر تحديث : الأحد 21 يناير 2018 - 4:35 مساءً
يدخل أساتذة المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كنابست”، في إضراب وطني مفتوح بداية من تاريخ 30 من شهر جانفي الجاري مع شل كافة المؤسسات التربوية ردّا على القرارات التعسفية المطبقة من طرف وزيرة التربية الوطنية والخصم من رواتب الأساتذة المضربين على مستوى ولايتي تيزي وزو والبليدة.
وكشف مجلس “كنابست”، خلال اجتماعه بحضور ممثلي 39 ولاية، عن تعميم الإضراب المفتوح إلى باقي ولايات الوطن نهاية الشهر الجاري، بعد أن كانت انطلاقته من ولايتي تيزي وزو وولاية البليدة، وذلك إلى غاية تراجع وزيرة التربية نورية بن غبريط عن سياسة الخصم من رواتب المضربين وتجسيدها للمطالب المرفوعة والتعهدات المتضمنة في محاضر الاتفاق الممضاة بين النقابة والوصاية وطنيا وولائيا على غرار تجسيد ما تبقى من النقاط التى يتضمنها محضر 19 مارس 2015، وتجسيد محاضر الاتفاق بين ولايتي البليدة وبجاية.
ودعا المجلس الوطني المستقل لمستخدمي التدريس للقطاع ثلاثي الأطوار للتربية “كنابست”، بن غبريط إلى إلغاء إجراءات الخصم التعسفية غير القانونية لأيام الإضراب المتخذة من طرف وزارة التربية الوطنية عن طريق مديريات التربية والتي لم يحترم فيها قوانين الجمهورية الجزائرية. وتبنيها خيار الردع والاستفزاز من خلال تعليمات خصم كامل أيام الإضراب في شهر واحد وإعطاء تعليمات الاستخلاف والفصل، بالرغم أنه سبق أن طالب الوزارة باستعجال حل المشاكل المطروحة في الولايات المضربة آنذاك على غرار ولاية بجاية، تيزي وزو، وسكيكدة.
واستنكر، ما أقدمت عليه الوزيرة نورية بن غبريط وتهديدها الأساتذة المنضوين تحت لواء نقابة “كنابست” المضربين عن العمل منذ شهر نوفمبر الماضي بولايتي تيزي وزو والبليدة باللجوء إلى استخلافهم بأساتذة متعاقدين، والمباشرة في تطبيق قرارات فصل كل المضربين من مناصبهم وتعويضهم بالمتعاقدين لإنقاذ التلاميذ من سنة بيضاء، باعتبار أن الإضراب غير قانوني وغير شرعي. ويأتي هذا بعد قرارات الخصم من رواتب جميع الأساتذة المضربين التي طبقتها مصالح بن غبريط خلال شهري نوفمبر وديسمبر من السنة الماضية، وحذر المجلس الوطني لنقابة “كنابست” من المساس بمكاسب الأساتذة التي يتضمنها القانون الخاص لقطاع التربية الوطنية والقرار الوزاري 12\01 المتعلق بالخدمات الاجتماعية.