تميز ماضي رضوان لقديم (25 عاما)، الذي قتل ثلاثة أشخاص، الجمعة، بجنوب فرنسا، قبل أن تقتله الشرطة، بانحرافات بسيطة، مع مراقبة الاستخبارات له فترة من الزمن بسبب شكوك حول تشدده، قبل أن يقرر التحرك كجهادي.
وقال أحد جيرانه، طالبا عدم الكشف عن اسمه، لوكالة "فرانس برس"، "كان صبيا من دون مشاكل، وعائلته بسيطة عادية، وكان عاطلا عن العمل ويرخي لحيته".
وكان هذا الفرنسي من أصل مغربي يعيش مع أسرته بحي أوزانام الشعبي، الواقع على بعد مئات الأمتار من مدينة كاركاسون، على مقربة من ثكنة للشرطة.
وهو من مواليد 1992 بتازة بالمغرب. كبر قبل أن يقتحم كـ"جندي" في تنظيم الدولة الإسلامية "سوبر ماركت" ببلدة تريب قرب كاركاسون، حيث احتجز رهائن. وسارع التنظيم الجهادي إلى تبني مسؤولية الاعتداء عبر وسيلته الدعائية.
وخلال عملية احتجاز الرهائن، اتصل رضوان بوالدته، التي سارعت إلى إبلاغ شقيقاته، اللواتي سارعن إلى المكان، حسب مصدر مقرب من التحقيق.
"لا إشارات تدل على تشدده"
وقال فرنسوا مولينز، المدعي العام للجمهورية في باريس، إن المهاجم كان مصنفا في فئة "إس" منذ عام 2014، وهي الحرف الأول من تعبير "أمن الدولة"، بسبب علاقاته بـ"التيارات السلفية".
وأضاف مولينز، في مؤتمر صحافي عقده بكاركاسون، " في عامي 2016 و2017 راقبته أجهزة الاستخبارات بدقة دون أن يتيح ذلك الكشف عن أي إشارة قد تدل على عزمه على الانتقال إلى ارتكاب عمل إرهابي".
كما أوضح أنه لا توجد معلومات تشير إلى أن رضوان لقديم كان يعتزم التوجه إلى سوريا.
من جهته، قال وزير الداخلية، جيرار كولمب، إن رضوان لقديم "كان معروفا بارتكابه أعمالا انحرافية بسيطة، واعتقدنا أنه لا توجد إشارات إلى تشدده"، قبل أن يعلن بأن الجاني تحرك بـ"مفرده".
وقد قتل رضوان لقديم بعد أن اقتحمت فرقة للشرطة المكان الذي كان يوجد به.
وتبين أن سجله لا يتضمن سوى مخالفات تدخل في إطار الحق العام وليست أعمالا إرهابية. وقد حكم عليه المرة الأولى في التاسع والعشرين من ماي من سنة 2011 في كاركاسون بالحبس شهرا مع وقف التنفيذ لحمله سلاحا محظورا. ثم حكم عليه مرة أخرى في السادس من مارس من سنة 2015 بشهر حبسا لاقتنائه المخدرات، وقد أمضى عقوبة السجن في غشت 2016 في سجن بكاركاسون، حسب ما روى مولينز، الذي أوضح أن رفيقة الجاني، التي كانت تعيش معه، أوقفت مساء الجمعة بتهمة "المشاركة في عصابة أشرار لها علاقة بمنظمة إرهابية إجرامية".