Partager sur :

ذكرى قطع العلاقات بين سوريا الشقيقة والمملكة المغربية

سنة 1965 وفي مثل هذا اليوم قطع المغرب علاقاته مع الجمهورية السورية على خلفية هجوم إعلامي شنته صحف دمشق على الرباط، باتهامها باختطاف السياسي المهدي بن بركة؛ ومنذ ذلك الحين تأرجحت علاقات البلدين بين مؤشرات التقارب والحذر لتستقر في نفق التباعد.

ومع هبوب رياح الربيع العربي، الذي كانت سوريا إحدى الحلقات المأساوية فيه، بأزمة إنسانية كبرى، وتعدد مهول في جبهات الحرب، كان المغرب ضمن لائحة الدول التي قطعت العلاقات مع نظام بشار الأسد؛ وإلى حدود الساعة عزز موقعه ضمن الدول الرافضة لعودة العلاقات، خاصة في ظل استمرار الدعم والاعتراف السوري الواضح بجبهة البوليساريو.

وعادت سوريا مؤخرا إلى الحضن العربي، ووقتها تعددت مؤشرات الصحف العربية حيال مسألة عودة العلاقات بين البلدين، غير أنه إلى حدود الساعة لا تظهر أي من هاته الإشارات، ما يفسره مراقبون بـ “صعوبة خروج دمشق من الظل الإيراني ومحيط الإيديولوجية الجزائرية”، التي غمرت سوريا نفسها فيها لتصل إلى تعزيز الدعم المعلن لجبهة البوليساريو.

وظلت سوريا منذ الستينات من الدول المعترفة بتنظيم جبهة البوليساريو. ومؤخرا يواصل نظام بشار الأسد تأكيد موقفه، إذ استقبل ممثل سوريا بالأمم المتحدة ممثل الجبهة المسلحة بنيويورك.

ثوب المواقف المتجاوزة

يقول حفيظ الزهري، محلل سياسي، إن “نظام بشار الأسد مازال في ثوب مواقف متجاوزة في العصر الحالي، ويواصل التحرك ضد مصالح المملكة المغربية”.

ويعتبر الزهري، في تصريح لهسبريس، أن “المملكة المغربية واضحة في مسألة شراكاتها مع جميع الدول، التي تحوم حول مسألة ‘الصحراء نظارة الرباط التي تنظر بها إلى العالم’، ما يعني أن العلاقات مع سوريا تنطبق هي الأخرى على هذا الطرح”.

ويفسر المحلل السياسي ذاته أن “أي تطور يجب أن يشمل العلاقات بين دمشق والرباط محكوم أساسا بموقف سوريا من ملف الصحراء المغربية”، مبينا أن “عودة دمشق للجامعة العربية تحكمها ظروف إقليمية، ولا يمكن ربطها بتطبيع علاقاتها مع المغرب”.

“سوريا تعترف وتواصل دعم جبهة البوليساريو، ما يعني أن المغرب لن تلفت نظره مسألة تعزيز العلاقات مع نظام بشار الأسد، خاصة في ظل استمرار التقارب مع نظام الجزائر، الذي لعب دورا هاما في تلويث العلاقات بين المغرب وسوريا”، يقول الزهري.

إلى هنا يخلص المتحدث عينه إلى أن “مؤشرات عودة العلاقات بين البلدين ونحن اليوم في ذكرى قطعها لأول مرة محكومة بزوال الدعم والاعتراف السوري بجبهة البوليساريو”.

مسار اللاعودة

في المقابل لا يرى الحسين كنون، خبير سياسي في العلاقات الدولية، أن “هنالك عودة مرتقبة في العلاقات بين المغرب وسوريا، إذ إنها محكوم عليها بالبقاء في نفق مسدود ومغلق مع وقف التنفيذ”.

ويضيف كنون لهسبريس أن “سوريا مازالت في فلك إيران والجزائر، وتواصل الاصطياد في الماء العكر تجاه المغرب، من خلال دعم أطروحة الانفصال في الصحراء المغربية”.

ويشير المتحدث ذاته إلى أن “المغرب يضع ملف الصحراء ضمن الأولويات الأساسية في علاقاته مع جميع الدول، ومن يتبنى موقفا إيجابيا عنوانه احترام مقدسات المملكة فسيعيش على وقع علاقات إستراتيجية، وعكس ذلك فالقطيعة هي الباب الوحيد مع دولتنا”.

ويستطرد كنون بأن “المغرب دولة قوية وصانعة في القرار الإقليمي والقاري والدولي، وله شراكات متنوعة وهامة، ولا تنفعه علاقات مع دولة تدعم تهديد وحدته الترابية بشكل معلن”.

“دعنا ننظر إلى العلاقات مع الإمارات، وهي الدولة التي تحترم المغرب كثيرا، وتدعم وحدته الترابية والتنمية في أقاليمه الجنوبية. هاته هي الشراكات التي يبحث عنها المغرب منذ استقلاله من الاستعمار الفرنسي، وغير ذلك فلن يسع الرباط التحرك إلى الأمام مع أي طرف كان، حتى لو كنا نشارك معه دين الإسلام”، يخلص المحلل السياسي.

 

Partager sur :