وجه النائب البريطاني ليام فوكس دعوة إلى وزيرَ خارجية بلاده، ديفيد كامرون يدعوه فيها إلى ضرورة اتخاذ “موقف أكثر فاعلية ودعما من قبل المملكة المتحدة” بشأن قضية الصحراء المغربية، معتبراً في رسالته أن موقفاً أكثر فاعلية ودعما من قبل المملكة المتحدة تجاه المبادرة المغربية للحكم الذاتي أساسي، ليس فقط للعلاقات الدبلوماسية بل أيضا من أجل السلام والتعاون الدولي.
ويبدو بشكل جلي للمراقبين تزايد التقارب بين المملكتين في السنوات الأخيرة، لا سيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “البريكسيت” إذ حقق حجم التجارة الثنائية برسم سنة 2022 مبلغ 22.9 مليار درهم، كما ارتفعت المبادلات بنحو 50 في المائة، لتنتقل من 15.3 مليار درهم سنة 2019 إلى 22.9 مليار درهم في 2022.
وأمام واقع العلاقات الثنائية بين البلدين، وفي ظل تقييم المغرب لعلاقاته وشراكاته مع الدول عبر “النظارة” التي أوردها الملك محمد السادس في خطاب الذكرى 69 لثورة الملك و الشعب، و التي من خلالها يقدم المغرب أو يحجم انطلاقا من مواقف الدول المتعلّقة بقضية الصحراء المغربية،
عبد النبي صبري أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط يرى أن عمق الروابط التاريخية بين ابريطانيا و المغرب التي تمتد لثمانية قرون يعتبر أرضية صلبة و خصبة لمستقبل زاهر واعد بين أعرق مملكتين عبر التاريخ المملكة المغربية الشريفة و المملكة المتحدة البريطانية.
و حسب الأستاذ صبري فهذه العلاقة السياسية المتميزة كان لها تأثير كبير على العلاقات الاقتصادية و لعل استكمال غرفة التجارة البريطانية لقرن من الزمن على تواجدها بالمغرب لخير دليل على عمق الروابط بين البلدين .
و يعتبر الأستاذ صبري أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان مناسبة جديدة لتثمين العلاقات الثنائية بين البلدين و اتخادها منحى جديدا من التدفق و الانسيابية في اتجاه الشراكات الاستراتيجية و المشاريع العملاقة عبر اتفاقية الشراكة الشاملة حيث قفزت المبادلات إلى 40 مليار درهم و مرجحة لبلوغ 80 مليار درهم في أفق 2030 كما تضاعفت الصادرات المغربية نحو ابريطاتيا ثلاث مرات.
و أشار أستاذ العلاقات الدولية إلى أن بريطانيا تعتبر أول دولة في العالم تركز على الشراكة بين القطاعين العام و الخاص و نجحت في ذلك بكل فعالية و نجاعة و المغرب كذلك يسير على هذا النهج و عدل إطارين قانونيين 86-12 و 46-18 للاستجابة و استقطاب البرامج الاقتصادية الدولية التي تتبنى هذا المعطى و طبعا أولها ابريطانيا و خصوصا بعد فشل تبني فرنسا لهذا الخيار الاقتصادي.
كما أن الموقع الجغرافي و الاستراتيجي للمغرب و قربه من بريطانيا على خلاف الولايات المتحدة الأمريكية يرى فيه الأستاذ صبري مكسبا مهما للعلاقات بين ابريطانيا و المغرب لتطوير العلاقات من تجارية آلى أخرى آقتصادية أكثر شمولية و ما الاستثمارات الضخمة البريطانية في مناء الناظور بالواجهة المتوسطية و ميناء الداخلة على الواجهة الاطلسية إلا خير دليل على تطور هذه العلاقات الاقتصادية بين البلدين.
إذا و بناءا على كل هذه المعطيات التاريخية و الاقتصادية يرى الأستاذ صبري أن ابريطانيا قادمة لمحالة في اتجاه الإعتراف التام بمغربية الصحراء على غرار مجموعة من الدول و أن المغرب أصبح و الحمد لله طرفا قويا في العلاقات الدولية بفضل السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و أيده .