الإستدلال ياسادة في السياسة بلعبة الشطرنج ، ليس أمرا وليد اليوم ، بل غالبا ما يضرب بها المثل ، في عملية التحكم في الزمن المحدد لإنجاز المهمة الإنتخابية وفرقائها ، قياسا على لاعب الشطرنج ، الذي تحكمه مدة تفكير زمنية للمباراة ، والتي قد يخسر فيها حين إنتهاء وقته للعب . والسياسي طبعا الذي يحكمه زمن برنامجه ، إن كان له أصلا برنامج واضح ودقيق وقابل للتنزيل .
كلاهما عزيزي المتلقي ، له زمن حياة لتحقيق أهداف معينة ، وهذا الزمن لا أفضلية فيه لأحد دون أحد ، وإنما أفضليته طريقة التفكير و الهدوء في المناورات ، والأهم حسن إختيار البيادق والتحكم الجيد في حركتها داخل المشهد الشطرنجي ( السياسي) ، فأي خطوة خاطئة قد تودي الى الخسارة في عالم الـ 64 مربعا .
غير أن بعض أقطابنا السياسية المحترمين جدا ، من زعماء ورؤساء مجالس وغيرها ... وما لديهم من بيادق ثم إختيارها بعناية فائقة، وتعلمت الدرس جيدا ، تعلمت أن تبتلع لسانها مسبقاً عن القول وأن تكف يدها عن الفعل ، اللهم أن تجيد الزغاريت والتصفيق وأن تتبع التعليمات، وطبعا الأهم ، ليس من حقها النضال والتضحية من أجل الوطن، ولكن من أجل مصالح من إختاروا أمكنتها داخل اللعبة وسهلوا قدرتها على التحرك .
ختاما يقول بطل العالم في الشطرنج بوبي فيشر : (هذا هو كل شيء عن الشطرنج ، في أحد الأيام تعطي خصمك درسا، وفي اليوم التالي يعطيك درسا).
لكن أكبر درس يجهله بعض الساسة ومهما تفننوا في إختيار بيادقتهم ، أن الوطن ليس لعبة بيد أي كان ، وأن الوطنية ليست مجرد شعارات ، وأن للوطن رب يحميه ...
الحسين بكار السباعي.