قال أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، إن “الوزارة الوصية تواكب التأطير الديني لمغاربة العالم”، مؤكدا أن “تسيير الحياة الدينية لهذه الفئة من رعايا أمير المؤمنين حاضرٌ ومتواصل لدى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التي تسعى جاهدة إلى تحقيق الرعاية الدينية والروحية لأفراد جاليتنا المقيمة بالخارج، والحفاظ على هويتها ومقوماتها وتحصينها ضد التيارات الهدامة التي تستهدفها في ظل التغيرات التي تعرفها أوروبا”.
وفي تعقيبه على ردود المستشارين عن جوابه عن سؤاليْن شفهيين آنيَيْن حول موضوع “التأطير الديني للجالية المغربية وأبنائهم” خلال جلسة الأسئلة الأسبوعية بمجلس المستشارين، لفت الوزير في إشارة دالة إلى أن “الفضْل في نجاح مسعى التأطير الديني لمغاربة الخارج هو تشبثهم بهويتهم ودينهم وثقافتهم”، معتبرا أن “هذا ما يحل المشكل إلى حدود 90 في المائة وأكثر، مع التكيف مع التقلبات الجارية هناك في بلدان إقامتهم.. نقوم بدور إضافي ونتجاوب معهم في حدود إمكانياتنا وتبعا لتعليمات أمير المؤمنين”.
وكشف التوفيق، خلال حديثه أمام المستشارين في جلسة عمومية للأسئلة الشفهية، أنه تم “تخصيص اعتمادات مالية سنوية لمساعدة الجمعيات المهتمة بالتأطير الديني للجالية”، مفيدا أنها “بلغت 96 مليونا و112 ألف درهم سنة 2024 استفادت منها 14 جمعية في فرنسا وبلجيكا وإيطاليا وكندا”، فضلا عن إجراءات “إيفاد بعثات علمية من القراء والوُعاظ والواعظات بلغ عددهم 372 هذه السنة موزعين على 9 دول (شملت فرنسا وبلجيكا وإسبانيا وهولندا وألمانيا والسويد والدنمارك وكندا)، مع “تزويد المساجد والمراكز الإسلامية بما تحتاجه من المصاحف، مع تكثيف الزيارات الميدانية”.
وأضاف وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية شارحا: “الأحوال داخل أوروبا تتغير بشكل سلبي، في الغالب. ولذلك، نحاول التكيف معها.. ولدينا أمل في مشروع التواصل الرقمي باللغات يستهدف الأجيال الثلاثة ويشارك فيه المغاربة المهاجرون بكيفية يومية”، آملا أن “يكون في نهاية مارس 2025 قد بدأ العمل به”.
كما أبرز التوفيق “إحداث المجلس العلمي المغربي لأوروبا الذي يُعنى بتأطير وحماية وصون الهوية الثقافية والدينية للمغاربة بالخارج وتحقيق الأمن الروحي لديهم”، مُذكرا بتعيين الملك لرئيس جديد له في هذه الأشهر الأخيرة، وتم تنصيبه مؤخرا ببروكسل.. ومعلوم أن هذا المجلس يشتغل في بروكسيل كجمعية”.
في سياق متصل، استعرض جهود “فتح قنوات للتواصل والتعاون مع الهيئات الرسمية المتمثلة في سفارات وقنصليات المملكة، وعبر جمعيات وممثلي المساجد التي يُسيرها مغاربة في بلاد الاقامة، باعتبارها المخاطَبَ الرسمي للسلطات المكلفة بتدبير الشأن الديني، وخلق شراكات معها لتحقيق مشاريع لصالح الجالية المغربية”، مضيفا “دعوة مُمثلين عن الجالية المغربية للدروس الحسنية”.