هو شهر ليس كباقي الشهور...! برمزيته الوطنية العظيمة وحمولته الملحمية الكبرى، ملحمة جهادية قادها الملك الراحل أبو المغاربة جلالة الملك محمد الخامس طيب الله تراه حيث أسماها بالجهاد الأصغر معتبرا ما ينتظر المغرب من بناء وتشييد وتقدم هو الجهاد الأكبر ، وهو المشروع الوطني الضخم والثقيل الذي حمله من بعده وارث سره جلالة الملك الحسن الثاني تغمده الله بواسع رحمته الذي أبى بدوره إلا أن يطلق ملحمة جهادية أخرى ألا وهي ملحمة المسيرة الخضراء المظفرة التي أبهرت العالم برمته نظرا لما تحمله من فلسفة سلمية وتنظيمية لم يشهد لها التاريخ مثيلا...
وهكذا سجل المغرب قيادة حكيمة وشعبا مغوارا بمداد من ذهب خلال الشهر نفسه، شهر نوفمبر أسمى الأحداث الوطنية الملحمية لهذا حق للمغاربة أن يعتبروا هذا الشهر شهر العزة والكرامة والذود عن سيادة المغرب...
ومن هذا المنطلق نظم اتحاد الجمعيات المغربية بالألزاس لورين يوم الجمعة 22 من شهر نوفمبر الجاري حفلا موسيقيا احتفالا بالعيدين الوطنيين حضره كضيف شرف القنصل العام بالنيابة للمملكة المغربية بستراسبورغ السيد المحترم عبد العزيز العلمي وبعض أعضاء القنصلية الإداريين...
وقد ألقى السيد القنصل كلمة مختصرة عبر فيها عن فرحته بالتواجد بين المواطنين المغاربة ومشاركا إياهم فرحة العيدين شاكرا الجهة الساهرة على هذا الحفل ألا وهي اتحاد الجمعيات المغربية بالألزاس لورين في شخص رئيسها السيد المحترم عبد العزيز منار الذي شكر بدوره السيد القنصل العام على حضوره حيث أشاد به وبالعمل الذؤوب الذي يقوم به على مستوى تسيير شؤون القنصلية وتيسير خدماتها أمام جميع المواطنين على حد سواء ...
وبعد ذلك تقدم السيد محمد اصريدي ليتلو كلمة السيد رئيس اتحاد الجمعيات المغربية بالألزاس لورين حيث تم من جديد شكر جميع الحاضرين وعلى رأسهم السيد القنصل العام والفرقة الموسيقية والحضور الكريم مسلطا الضوء على فحوى الملحمتين ورمزيتهما في قلوب المغاربة داعيا الله العلي القدير بالرحمة والغفران لصانعيهما الملكين الراحلين جلالة الملك محمد الخامس وجلالة الملك الحسن الثاني أسكنهما الله فسيح جنانه كما تم الدعاء لجلالة الملك محمد السادس حفظه الله بالسداد والتوفيق في إكمال مسيرة الملاحم سيرا على منهاج آبائه الأبرار ، وهو الطريق الذي يسير فيه جلالته بكل ثبات وسداد...
وهكذا ، وبعد هذه الكلمات المفعمة بروح الوطنية الصادقة استمرت السهرة الموسيقية في أجوائها الوطنية والشعبية إلى حدود منتصف الليل تقريبا .
الكاتب محمد اصريدي