
عبّر عدد من المواطنين الفرنسيين من أصل مغربي عن استنكارهم الشديد لقيام إحدى البلديات الفرنسية خلال العام المنصرم برفع علم جبهة البوليساريو الانفصالية إلى جانب العلم الوطني الفرنسي، في خطوة رمزية أثارت استياء واسعًا في أوساط الجالية المغربية المقيمة في المنطقة.
وفي رسالة رسمية وُجّهت إلى عمدة البلدية، أكدت تنسيقية الغرب الفرنسي الكبير أن هذه الخطوة تنطوي على دلالات سياسية خطيرة، باعتبارها دعمًا ضمنيًا لحركة انفصالية مسلحة، متورطة في أعمال عدائية تهدد الأمن الإقليمي.
موقف وطني ومسؤول
ورغم هذا الاستياء، نوّهت التنسيقية بـ"التجاوب السريع والمسؤول للعمدة"، التي بادرت إلى إنزال العلم فورًا بعد تواصل أفراد من الجالية معها، في بادرة اعتُبرت إيجابية وتعكس احترامًا لتوازن المجتمع المحلي ولحساسية القضية.
وجاء في الرسالة:
"لقد كان ذلك التصرف محل ترحيب من طرف العديد من أبناء الجالية، ويدل على حرصكم على التهدئة واحترام مشاعر جميع مكونات المجتمع المحلي."
تحذير من تكرار الخطأ
ومع اقتراب الذكرى السنوية لتلك الواقعة، عبّر الموقعون عن قلقهم من إمكانية تكرار مثل هذه المبادرات الرمزية، التي قد يُفهم منها دعمٌ لجبهة تعتبرها المملكة المغربية – حليف تاريخي لفرنسا – حركة انفصالية تهدد وحدتها الترابية.
وأكدت التنسيقية أن:
"أي فعل رمزي يُفهم على أنه دعم لمثل هذه الحركات يُعد إخلالاً بمبدأ الحياد الواجب في المرافق العمومية، ومساساً بمشاعر جزء من سكان بلديتكم، مما قد يُفضي إلى توترات لا طائل منها، ويُهدد السلم الأهلي والتماسك الاجتماعي."

البوليساريو: حركة غير محايدة
وشددت الرسالة على أن جبهة البوليساريو مصنّفة كحركة انفصالية مسلحة، ومتورطة في اعتداءات استهدفت مدنيين، وتنسب إليها بعض الهيئات الدولية أنشطة ذات طبيعة إرهابية.
لذلك، فإن استقبال ممثليها أو رفع علمها في بلدية فرنسية يُعد، بحسب التنسيقية، تجاوزًا لواجب الحياد المؤسساتي، وتهديدًا مباشرًا للسلم الاجتماعي في مجتمع محلي يعيش على التنوع والتعايش.
دعوة إلى الحكمة والاحتكام للقيم الجمهورية
وختمت الرسالة بنداء مباشر إلى العمدة من أجل "التحلي بروح المسؤولية والحكمة"، والامتناع مستقبلًا عن أي مبادرة قد تُؤوّل على أنها استفزازية، مجددة الثقة في قيم الجمهورية الفرنسية التي تضمن الحرية والكرامة لجميع مواطنيها.
وقالت التنسيقية:
"نؤمن بأن الجمهورية الفرنسية، بقيمها في الحرية والمساواة والأخوة، قادرة على احتضان جميع أبنائها دون تمييز، شريطة احترام الرموز والسياسات التي تضمن العيش المشترك في كنف القانون."

عن تنسيقية الغرب الفرنسي الكبير
وباسم عدد كبير من المواطنين الفرنسيين-المغاربة الحريصين على السلم المدني والوحدة الجمهورية.